تعرفي على صعوبات يواجهها الأطفال مرضى التوحد

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

قال د. مؤمن سعد الملاحي  أستاذ طب الأطفال وحديث الولادة إن من صعوبات التي يعانى منها الأطفال مرضى التوحد في ثلاثة مجالات تطورية أساسية، هي: العلاقات الاجتماعية المتبادلة، واللغة، والسلوك

وأضاف أن هناك لاختلاف في علامات وأعراض مرض التوحد من مريض إلى آخر، فمن المرجح أن يتصرف كل واحد من طفلين مختلفين، مع نفس التشخيص الطبي، بطرق مختلفة جدا وان تكون لدى كل منهما مهارات مختلفة كليا، مشيرًا إلي أن حالات مرض التوحد شديدة الخطورة تتميز بعدم القدرة المطلق على التواصل أو على إقامة علاقات متبادلة مع أشخاص آخرين.

وأوضح أنه تظهر أعراض مرض التوحد غالبًا في سن الرضاعة، بينما قد ينشأ أطفال آخرون ويتطورون بصورة طبيعية تماما خلال الأشهر، أو السنوات، الأولى من حياتهم لكنهم يصبحون، فجأة، منغلقين على أنفسهم، عدائيين أو يفقدون المهارات اللغوية التي اكتسبوها حتى تلك اللحظة، وقد يظهر طباعا وأنماطا خاصة لكل طفل.

وأشار إلي أن المميزات الأكثر شيوعا لهذا النوع من الاضطراب هي:

-المهارات الاجتماعية: لذا راجع مهارات التواصل الاجتماعية فهو لا يستجيب لمناداة اسمه، لا يكثر من الاتصال البصري المباشر، غالبا ما يبدو انه لا يسمع محدثه، ينكمش على نفسه، يبدو انه لا يدرك مشاعر وأحاسيس الآخرين، يبدو انه يحب أن يلعب لوحده، يتقوقع في عالمه الشخص الخاص به

-المهارات اللغوية: يبدأ الكلام (نطق الكلمات) في سن متأخرة، مقارنة بالأطفال الآخرين ويفقد القدرة على قول كلمات أو جمل معينة كان يعرفها في السابق يقيم اتصالا بصريا حينما يريد شيئا ما يتحدث بصوت غريب، أو بنبرات وإيقاعات مختلفة، يتكلم باستعمال صوت غنائي وتيري أو بصوت يشبه صوت الإنسان الآلي "الروبوت"، ولا يستطيع المبادرة إلى محادثة أو الاستمرار في محادثة قائمة، وقد يكرر كلمات، عبارات أو مصطلحات، لكنه لا يعرف كيفية استعمالها.

-السلوك: طفل لديه توحد، رتب ألعابه في صف متواصل، وينفذ حركات متكررة مثل، الهزاز، الدوران في دوائر أو التلويح باليدين، ينمي عادات وطقوسا يكررها دائما، واو يفقد سكينته لدى حصول أي تغير، حتى التغيير الأبسط أو الأصغر، في هذه العادات أو في الطقوس دائم الحركة يصاب بالذهول والانبهار من أجزاء معينة من الأغراض، مثل دوران عجل في سيارة لعبة شديد الحساسية، بشكل مبالغ فيه، للضوء، للصوت أو للمس، لكنه غير قادر على الإحساس بالألم ويعاني الأطفال صغير والسن من صعوبات عندما يطلب منهم مشاركة تجاربهم مع الآخرين، وعند قراءة قصة لهم، على سبيل المثال، لا يستطيعون التأشير بأصبعهم على الصور في الكتاب وهذه المهارة الاجتماعية، التي تتطور في سن مبكرة جدا، ضرورية لتطوير مهارات لغوية واجتماعية في مرحلة لاحقة من النمو.

ولفت إلي انه مع تقدم سن الأطفال نحو مرحلة البلوغ، يمكن أن يصبح جزء منهم أكثر قدرة واستعدادا على الاختلاط والاندماج في البيئة الاجتماعية المحيطة، ومن الممكن أن يظهروا اضطرابات سلوكية اقل من تلك التي تميز مرض التوحد حتى أن بعضهم، وخاصة أولئك منهم ذوي الاضطرابات الأقل حدة وخطورة، ينجح، في نهاية المطاف، في عيش حياة عادية أو نمط حياة قريبا من العادي والطبيعي.

وأوضح أنه تستمر لدى آخرين الصعوبات في المهارات اللغوية وفي العلاقات الاجتماعية المتبادلة، حتى أن بلوغهم يزيد، فقط، مشاكلهم السلوكية سوءا وترديا،
قسم من الأطفال بطيئون في تعلم معلومات ومهارات جديدة ويتمتع آخرون منهم بنسبة ذكاء طبيعية، أو حتى أعلى من أشخاص آخرين، عاديين وهؤلاء الأطفال يتعلمون بسرعة، لكنهم يعانون من مشاكل في الاتصال، في تطبيق أمور تعلموها في حياتهم اليومية

وأضاف أن قسم ضئيل من الأطفال الذين يعانون من مرض التوحد هم مثقفون، ذاتويون وتتوفر لديهم مهارات استثنائية فريدة، تتركز بشكل خاص في مجال معين مثل الفن، الرياضيات أو الموسيقى.