رغم كورونا| الأزهر يدعو للكفالة الشاملة لليتامى لحمايتهم من الضياع

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

- الأزهر: آن الأوان لضرب المثل في التضامن والتكافل
- مجمع البحوث: كفالته والعناية به خلق إسلامي وإنساني رفيع

- الإفتاء: الله عظم جزاء جابر خاطرهم
 

تحتفل مصر والعالم العربي في الجمعة الأولى من شهر أبريل من كل عام بـ "يوم اليتيم"، وهي مناسبة بدأت منذ عام 2003، وتهدف إلى إدخال البهجة والسرور على قلوب الأطفال اليتامى، في الوقت نفسه حرصت المؤسسات الدينية الإسلامية على استثمار ذلك اليوم لبيان أهمية العناية بالأيتام في ظل ما تشهده البلاد من خطر التفشي والانتشار السريع لفيروس كورونا.

تأمين الرعاية والكفالة الشاملة

جدد الأزهر الشريف دعوته إلى ضرورة الاعتناء باليتامى، والحنو عليهم، وإكرامهم، ورعايتهم، وحسن معاملتهم، مشيرًا إلى أن المعدن الإنساني الحقيقي يظهر جليًا وقت الأزمات، وأنه قد آن الأوان لتضافر جهود الجميع  لضرب المثل في التضامن والتكافل المجتمعي.


وأكد الأزهر أنَّ الإسلام اعتنى باليتيم، وحافظ على حقوقه، وحث على حسن تربيته، والتودد إليه، وهو ما نص عليه القرآن الكريم في أكثر من عشرين موضعًا، منها قوله تعالى: " فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلاَ تَقْهَرْ" وقوله تعالى: " وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ" كذلك نصت السنة النبوية على أن التكفل باليتيم يورث صاحبه رفقة النبي ﷺ  في الجنة، فقد قال النبي ﷺ: "أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ كَهَاتَيْنِ فِي الْجَنَّةِ، وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى".


ودعا الأزهر الجميع، حكومات ومنظمات وهيئات، إلى ضرورة العمل على تأمين الرعاية والكفالة الشاملة لليتامى، وبذل المزيد من الجهود لحمايتهم والتكفل بهم، في ظل عالم يموج بالأمراض والأوبئة  والحروب، وتزداد فيه أعداد اليتامى يومًا تلو الآخر؛ حتى يتم حمايتهم من الضياع، وصونهم من الانحراف؛ ليكونوا نماذج تخدم أوطانهم ومجتمعاتهم.

الجنة جزاء العطف وجبر الخاطر


فيما أكدت دار الإفتاء، أن الله سبحانه وتعالى جعل الجنة جزاء العطف على اليتيم وجبر خاطره، وفِي الحديث: «اليتيم إذا بكى اهتز له العرش .. فيقول الله عز وجل: من أبكى اليتيم الذي غيبت أباه؟ قالوا: أنت العليم الحكيم. قال: يا ملائكتي مَنْ سَكَّتَهُ بِرِضَاهُ أعطيته من الجنة حتى رِضَاهُ".


وبينت أن القائم بالإنفاق على اليتيم أو المسؤول عن تربيته  وعده رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم بالمقام الأسمى يوم القيامة بمرافقته  في جنات النعيم.

وأشارت الدار إلى أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد أخبرنا أن خير البيوت هو الذي يكرم فيه اليتيم ..  ويحتويه رحمة وشفقة به، فقال: "خير بيتٍ في المسلمين بيتٌ فيه يتيمٌ يُحسن إليه"


جانبًا إنسانيًا عاليًا


بينما قال مجمع البحوث الإسلامية إن الإسلام أكد على ضرورة الإحسان إلى اليتامى وإكرامهم، حيث أكد النبى صلى الله عليه وسلم على أهمية رعاية اليتيم وكفالته فقال: "أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ هَكَذَا، وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى"؛ مما يبرز عظمة جوانب الرحمة والتكافل الاجتماعى وتحقيق معاني التآلف والمودة بين أفراد المجتمع.


وأضاف المجمع، أنه في الظروف الحالية التي يمر بها العالم أجمع، فإن الأمر يقتضي منا جميعًا المساهمة في إدخال السرور على الأيتام ورعايتهم، وتلبية متطلباتهم واحتياجاتهم في ظل هذه الأزمة التي نعيشها جميعًا والتي قد تمثل حاجة أساسية في حياتهم اليومية.

وأكد المجمع أن تعاليم الإسلام ودعوته لحسن معاملة اليتيم والرأفة بهم، تمثل جانبًا إنسانيًا عاليًا، ينبغي أن يتحلى به كل فرد من أفراد المجتمع حتى يعم الحب والسلام والتكافل، مع أهمية وعي المجتمع بأكمله بالعناية بهذه الشريحة المهمة في كل وقت وحين.

حمايتهم من الإرهاب


بينما دعا مرصد الأزهر إلى تكاتف المجتمعات من أجل حماية الأطفال والأيتام وعدم تركهم لقمة سائغة للجماعات المتطرفة، وفريسة سهلة للاستقطاب، مؤكدًا أن الخطيئة المشتركة لجميع التنظيمات المتطرفة هي استقطاب الأطفال بصفة عامة واليتامى ومن في حكمهم بصفة خاصة، والحرص على خداع عقولهم وتشويه فكرهم.


ولفت إلى أن جماعة "بوكو حرام" الإرهابية في غرب أفريقيا تعد من أبرز التنظيمات المتطرفة استغلالًا للأطفال اليتامى والفقراء. وقد ذكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسييف" قبل ذلك أن واحدًا من كل خمسة هجمات انتحارية لهذه الجماعة ينفذه أطفال.


 من أجل ذلك يرى المرصد أن حماية الأطفال والأيتام من شرور التنظيمات المتطرفة غاية ينبغي أن تتكاتف من أجلها الحكومات والمنظمات والهيئات والمجتمعات.


كما أشاد المرصد بوثيقة "الأخوة الإنسانية" التي أكدت في أحد بنودها على حقوق جميع الأطفال، والتي طالبت كذلك بتجريم المُتاجرة ببراءتهم وانتهاك أي حقٍ من حقوقهم الأساسية.