أول سطر

رب ضارة نافعة

طاهر قابيل
طاهر قابيل

 رغم العقبات التى تعترض طريقه فقد اثبت الاعلام المصرى خلال الايام الماضية بصحفه القومية والخاصة وقنواته التليفزيونية انه على قدر المسئولية ويمارس دوره باحترافية لللتثقيف والتحذير وعرض الحقائق من مصادرها الرسمية للرد على الشائعات والاخبار المغلوطة من «اخوان الشر» والشباب المغيب على «السوشيال ميديا».
 اعلامنا يمتلك مؤسسات عريقة واجيالا من كبار الكتاب والاعلاميين يمتلكون الاحترافية والمهنية ويناقشون بحرية الكثير مما كان فى الماضى محظورا.. ومنذ فترة طويله لم اقرأ تقريرا مدروسا بعناية تمت صياغتة بدقة عالية ووضوح... فبمشرط الجراح عرض المجلس الاعلى للاعلام فى تقريره الثانى عن الحالة الاعلامية بالعام الماضى والذى صدر منذ ايام.. أكد المجلس فى تقريره ان الاعلام المصرى يمر الآن بمرحلة انتقالية بين الفوضى التى ضربت مؤسساته وادواته فى يناير 2011 وسعى الدولة منذ 3 سنوات لتحريره ودعمه للوصول به إلى الاحترافية التى يسعى اليها.. نعم فقد كان الاعلام قبل عام 1952 حرا..ولكن الاعلاميين كانوا ضيوفا دائمين على المحاكم والنيابات وتطاردهم احكام الحبس.. وفى الستينيات والسبعينيات كان موجها.. ومنذ اوائل الثمانينيات من القرن الماضى تم السماح بإنشاء الصحف والشاشات الخاصة ولم تكن هناك حقوق محددة للقراء والمشاهدين ثم ضربت الفوضى السوق الاعلامى فى اطار دعاوى غير صحيحة بالربيع العربى واختلت الهياكل المالية للمؤسسات الصحفية بسبب ضعف الاعلانات ومنافسة الاعلام الالكترونى ودخول الكثير من الاعلاميين بلا خبرات او معايير او مهارات وسط غياب للوائح المهنية.
 تقرير المجلس الاعلى للاعلام اكد ان الدولة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى استجابت فى عام 2017 لمطالب الجماعة الصحفية والاعلامية بإنشاء كيانات مستقلة مثل الدول المتقدمة ووضع قواعد محددة وواضحة وشفافة تحمى حقوق المشاهدين والقراء والمصالح العامة وتصون الرأى الاخر وترتقى بما يتم نشره وبثه..ورب ضارة نافعة فقد اعادت الاجراءات الاحترازية التى اتخذتها الحكومة للحد من انتشار فيروس كورونا القاتل لاستعادة المجتمع المصرى قيمه الاساسية العريقة والعودة للصحف والقنوات التليفزيونية.
 لقد أبرزت الأيام الماضية المشاركة المجتمعية وانقذت الطرق من التعديات والاشغالات وعرف الشعب الدور الحقيقى لرجال وأفراد الشرطة وقواتنا المسلحة فى حمايتنا ومدى كفاءة «جيشنا الأبيض» من أطباء وهيئة تمريض كحائط صد ومنقذ لنا ضد الأمراض والفيروسات القاتلة.. لقد أدى إغلاق المحال التجارية وأماكن التسلية مبكرا وفى مواعيد محددة القضاء على الفوضى وعودة الناس إلى بيوتهم لتتجمع الاسر وتتناول طعامها الصحى على مائدة واحدة لتبادل الافكار والاراء ورسم خططها.. وياليت الحكومة تستكمل جمايلها بتنظيم مواعيد العمل لمختلف المنشآت للقضاء على العشوائية والفوضى..