درس المشادة...!!

انقسم الناس فعليا، أمام ما حدث من مشادة على الهواء مباشرة،بين وزير النقل اللواء»كامل الوزير» والإعلامي»وائل الإبراشي» فى برنامجه(التاسعة) قبل يومين، على القناة الأولي...والسبب ما قدمه الإبراشى من فيديوهات،تصور تزاحم الناس داخل عربات المترو،رغم الحظر، وكافة إجراءات الوقاية والحماية التى تقدمها الدولة فى مواجهة فيروس كورونا...
رأى البعض فى أداء وزير النقل حدة وانفعالا زائدا، لا يليق بمسئول، فى خطاب عام أمام الملايين من المشاهدين...ورأى آخرون أن من حق كامل الوزير الغضب والانفعال (حتى لو زاد قليلا) أمام بث الإبراشي، فيديوهات قديمة تصور ازدحام الناس على عربات المترو،وتقديمها كفيديوهات حديثة، تصور حالة وسائل النقل خلال فترات الحظر، وإجراءات الوقاية!!... تقديم صور قديمة لوسائل المواصلات، اعتبره الوزير تضليلا للرأى العام بتجاوز الحقيقة..واستهانة بجهود ضخمة تبذلها الدولة بحسم، ويستجيب لها الناس بالفعل، لضبط إجراءات الوقاية والحماية فى مواجهة خطر الوباء، المشادة بين الوزير والمذيع على الهواء مباشرة (رغم التحفظ) ربما سمحت بمساحة من الحرية الإعلامية، وتقديم الاختلاف أو حتى الخلاف مع المسئول على الهواء مباشرة... ولعل المشهد يسمح أيضا بإعادة قراءة العلاقة بين الإعلامى والمصدر المسئول.. وأهمية التزام الدقة فى تقديم المعلومة للرأى العام... وفى نفس الوقت،أهمية التزام الهدوء عند تصويب الخطأ... فالمهم هو الشفافية وتوضيح الموقف ووضع النقاط على الحروف.. وليس النيل من الإعلامي، ولا النيل من المصدر، وتحويل الأمر إلى مشادة...