فيض الخاطر

إلهام شاهين بدون كمامة!

حمدى رزق
حمدى رزق

الفنانة الرقيقة «إلهام شاهين» تستأهل تقديرا خاصا، لم تخش جائحة، ومن غير كمامة، ذهبت إلى «كنيسة العذراء» فى مدينة نصر، لتودع الفنان خفيف الروح، «جورج سيدهم»، إلهام تعرف الواجب جيدا، وتؤدى الواجبات جميعا، مرشحة حبا لتعويض غياب الكبيرة المرحومة «نادية لطفى»، جيل موهوب فى الاجتماعيات، قلوبهن مفطورات على الخير والحب والجمال.
لا تتأخر عن الواجب أبدا، إلهام تؤدى الفرض الإنسانى الذى غاب عن كثير، حضورها يعوض غيابا، ولكنه لا يغفر تقاعسا من القادرين القاعدين عن تشييع فنان جميل رسم البهجة على الوجوه، وأشاع ورفيقاه (ثلاثى أضوء المسرح) سمير غانم- أطال الله فى عمره- والمرحوم الضيف أحمد، البهجة فى النفوس، سمير غانم يتألم وحيدا أعانه الله.
صاحبة واجب، إلهام تراها دوما متصدرة الأحزان والأتراح، لا تترك فنانا فى محنة إلا وكانت فى ظهره، تسهر جوار المرضى فى المستشفيات، ولا تغادر مأتما إلا فى آخره، إنسانيا إلهام وعن خبرة إنسانية، خدومة، وطيبة اللى فى قلبها على لسانها، لا تضمر مكرا، ولا تتأبط شرا، وتصحو تستعيذ وتستغفر، مرحة تجيد تمضية أوقاتها بصحبة الأحبة والأصدقاء، تطوف عليهم بضحكتها، وبشاشتها، خلاصته مصرية أصيلة وطيبة.
الفنانة بنت الناس الطيبة تشق طريقها، لا تلتفت أبدا وراءها، تحمل رسالة الفنان على عاتقها، ولا تلوى على شيء، تستحث الخطى إلى آخر البلاد فقط لتقف جنب مهرجان وليد، وتستصحب المواهب إلى أفلامها، ولا تخشى منافسة بل تألقها رهين بالمنافسة.
موهوبة فنيا وإنسانيا وتمتع بذكاء اجتماعى نادر جعلها فى قلب الكثرة من أهل الفن، وتحتل مكانة بين العامة.. ما تعرضت له إلهام شاهين طوال الأعوام التى تلت ثورة 25 يناير كثير، يحش الوسط، استهدفوها، واغتالوا سمعتها، ماهانت ولا لانت عريكتها، تصدت لهم بفنها، وبرزت شجاعة لم ترهبها كثرتهم، ولم يخفها نباح كلابهم العقورة، وأكملت مشوارها الذى رسمته، تؤدى رسالة الفن، الفن رسالة.
إلهام لمن لا يعرفها جريئة فى الحق، وشجاعة فى الذود عن الفن، وألفة فى الدفاع عن حقوق المرأة، وتسخر حياتها لدعم المجهود الوطنى لدعم ثورة 30 يونيو التى أنصفتها وأنصفت الفن وأهله، وكانوا بين شقى رحى الإخوان والسلفيين، لو تمكنوا من الحكم لأذلوا أهل الفن، يكرهون الفن، ويمقتون أهله، لعنهم الله.