فى الصميم

سيناريو الصين .. ولكن بشروط!!

جـلال عـارف
جـلال عـارف

الشهادة الجديدة من هيئة الصحة العالمية بسلامة الإجراءات المصرية فى مواجهة فيروس «كورونا» تعطينا المزيد من الثقة، لكنها ـ فى نفس الوقت ـ تحملنا الكثير من المسئولية حتى نستكمل المهمة بنجاح.
عندما يقول رئيس بعثة الصحة العالمية إن الإجراءات التى اتخذتها مصر تجعلها ـ حتى الآن ـ أقرب إلى سيناريو الصين التى نجحت فى السيطرة على الوباء فإن هذا يطمئننا إلى صدق البيانات الرسمية التى تتابع الأوضاع بكل دقة، ويؤكد أننا نسير فى هذه المعركة وفق مخططات تتوافق مع القواعد العلمية التى تتمسك بها هيئة الصحة العالمية التى تقول فى تقييمها للموقف إن ما حققناه فى هذه المواجهة حتى الآن يؤكد قدرتنا على محاصرة الوباء، ويؤكد أننا نستطيع أن نعبر الأزمة بنجاح، لكن هذا يستلزم منا شروطا لابد من الوفاء بها فى مقدمتها المحافظة على الالتزام بالتعليمات واتباع الإجراءات التى تتخذها السلطات المسئولة، مع الاستمرار فى تنفيذ الخطط الموضوعة لمواجهة كل الاحتمالات.
هذا يعنى أننا أنجزنا شيئا طيباً رغم أى ثغرات، ومع محدودية الامكانيات، وهذا يحملنا المسئولية لكى نستكمل المهمة بلا أخطاء وبمعالجة كل السلبيات التى واجهناها. ولا ينبغى هنا أن نتأثر قليلا أو كثيراً بالأصوات القبيحة التى تضمر الشر لمصر ولا بدعاياتها السوداء، ولا ينبغى أن تزعجنا أنباء عزل منطقة صغيرة هنا أو هناك، فهذه إشارة ايجابية إلى أننا قادرون على الوصول إلى كل إصابة وتتبع المخالطين لها، وهذه أهم خطوات محاصرة الوباء.
أهمية بيانات هيئة الصحة العالمية أنها لا تستطيع أن تجامل على حساب أرواح الناس، وهى عندما تعطى شهادة حق لأداء مصر فى المعركة حتى الآن، فهى - فى نفس الوقت - تشدد على أمرين: أن نواصل العمل الجاد والالتزام بالتعليمات، وأن ندرك جيدا أن أمامنا «وأمام العالم كله» أياما صعبة واختيارا مصيريا بين سيناريو الصين وسيناريو إيطاليا، وأننا فى مصر أقرب - بإذن الله - إلى سيناريو الصين.. ولكن بشروط!
حمى الله مصر من كل شر.