الأزهر يوجه بـ 10 أخلاقيات كسلاح في مواجهة كورونا

الأزهر
الأزهر

وجه مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، عشر نصائح في مواجهة انتشار فيروس كورونا، مؤكدا أن سنة الله تعالى في خلقه أن يبتليهم ببعض المحن؛ ليختبر إيمانهم به، وصدق توكلهم عليه، وإحسان بعضهم لبعض.

 

واستشهد بقوله تعالى: {ولنبۡلونكمۡ حتىٰ نعۡلم الۡمجٰهدين منكمۡ والصابرين ونبۡلوا أخۡباركمۡ} [محمد: 31]، لذا يجب علىٰ المسلم أن يكون وقت البلاء عند مراد الله تعال منه، وأن يتحلي بصفات واداب تحفظ عليه عبادته وأخلاقه وإنسانيته، ويواجه بها البلاء.

 

وذكر منها التالي:

أولا: التثبت من صحة الأخبار قبل تداولها، وتجنب ترويج الشائعات والأقاويل المغلوطة؛ فقد ذم القران الكريم هذا السلوك، وبين عظمه عند الله وإن استهان به الناس؛ فقال سبحانه: {إذۡ تلقوۡنه بألۡسنتكمۡ وتقولون بأفۡواهكم ما ليۡس لكم به علۡم وتحۡسبونه هينٗا وهو عند الله عظيم} [النور: 15].

 

ثانيا: بث السكينة والطمأنينة بين الناس، والابتعاد عن إثارة خوفهم وهلعهم؛ فقد قال النبي ﷺ:  «لا يحل لمسلم أن يروع مسلما» أخرجه أبو داود.

 

ثالثا: التأدب مع الله تعالىٰ وقت البلاء، والاستكانة بين يديه، وصدق اللجوء إليه، والإلحاح في دعائه، والاقتداء بسيدنا رسول الله ﷺ وصحابته الكرام في تضرعهم واستغاثتهم بربهم في أوقات الشدة والبلاء.

 

رابعا: التكافل والتضامن بين الناس من الواجبات المجتمعية بل والشرعية في جميع الأوقات؛ سيما أوقات الشدائد، وقد أمر سيدنا رسول الله ﷺ بذلك فقال: «من كان معه فضل ظهر فليعد به علىٰ من لا ظهر له، ومن كان له فضل من زاد فليعد به علىٰ من لا زاد له، فذكر من أصناف المال ما ذكر حتى رأينا أنه لا حق لأحد منا في فضل» أخرجه مسلم.

 

خامسا: التحلي بخلق الإيثار، والابتعاد عن الأثرة بالمسارعة إلى شراء السلع وتخزينها وقت الأزمات؛ لما يؤدي إليه هذا السلوك من رفع أسعارها، وحرمان الفقير من الحصول علىٰ حاجاته الضرورية منها، وقد نسب النبي ﷺ الأشعريين إليه؛ لتحليهم بصفتي الإيثار والتراحم في أوقات الشدائد فقال: «إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو، أو قل طعام عيالهم بالمدينة، جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد، ثم اقتسموه بينهم في إناء واحد، بالسوية، فهم مني وأنا منهم» أخرجه مسلم.

 

سادسا: التقرب إلى الله سبحانه بالمحافظة على صلوات الجماعة في البيوت، والإكثار من الدعاء، والصيام، والإقبال علىٰ قراءة القران، وإحياء الليالي بالقيام في هذه الأيام المباركات؛ علها تكون المنجية

 

سابعا: مواساة أهل البلاء، والتألم لألمهم، لا السخرية منهم أو من مصابهم؛ خاصة حينما يكون المصاب مصاب أمة لا مأمن لأحد منه، ورسول الله ﷺ يقول: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد؛ إذا اشتكىٰ منه عضو تداعىٰ له سائر الجسد بالسهر والحمىٰ» متفق عليه.

 

ثامنا: مراجعة النفس ومحاسبتها عند حلول البلاء؛ فالمصائب مذكرات بالاخرة، والمبادرة إلىٰ التوبة، وكثرة الاستغفار، والتزام الطاعات، والكف عن المعاصي والمحرمات هي سبل النجاة منها؛ قال تعالىٰ: {وما كان الله معذبهمۡ وهمۡ يسۡتغۡفرون} [الأنفال: 33].

 

تاسعا: اتباع إرشادات الوقاية، والحفاظ على إجراءات السلامة التي يرشد إليها أهل الاختصاص من المسئولين والأطباء؛ فلكل إنسان دور في حفظ نفسه وغيره؛ ورسول الله ﷺ يقول: «السمع والطاعة علىٰ المرء المسلم فيما أحب وكره، ما لم يؤمر بمعصية، فإذا أمر بمعصية، فلا سمع ولا طاعة» متفق عليه.

 

عاشرا: إحياء عبادات القلب عند نزول البلاء من صبر، ويقين، وحسن استعانة، وصدق توكل على الله سبحانه، مع الأخذ بالأسباب المادية التي تحمي المسلم من إيقاع البلاء بنفسه أو بغيره.