إعادة نظر

«لماذا»......؟!

أمل قصرى
أمل قصرى

أمل قصرى

الكلمة، عنوان هذا المقال، كانت عنوانا لأحد الأنشطة التى كنّا نقوم بالإعداد لها فى الجامعة لأطفال سن 7-12 عاما، تهدف لجذبهم لمجال البحث العلمى وشرح معانيه ببساطة من خلال طرح هذا السؤال؛ «لماذا...؟»، مما يجعلهم توّاقين للعمل فيه فى المستقبل. ثم تسارعت أحداث «كورونا» مما اضطرنا لإيقاف هذا النشاط لتفادى التجمعات.
ومع تلك الأحداث التى تتوالى حالياً فى كل ركن من أركان العالم، شهد الجميع أن الحكومة قامت وتقوم بإجراءات سليمة إلى حد كبير، حتى من شكا من تأخرها، لم يشكك فى أن الإجراءات المتبعة فى اتجاه صحيح، بل وصل الأمر بالكثيرين للوم الشعب على استهانته وعلى عدم مساعدة الحكومة فيما تقوم به. وهذه من المرات القليلة جداً، ربما منذ عقود، التى تتم فيها تلك المصالحة، وهنا قفزت إلى ذهنى تلك الكلمة «لماذا»!
إذا كان من الممكن اتباع منهج علمى، وخطوات يتم تنفيذها بشكل يؤدى لنتائج إيجابية، فلماذا لم يحدث هذا فى العديد والعديد من الكثير مما يشكو منه الشعب ليل ونهار بدون التفات لشكاواهم. وهذه بعض الأمثلة؛ لا ينكر أحد أهمية الطرق الجديدة وجودتها، ولكن «لماذا» تجديد الطرق مع إهمال تام لطرق القيادة وطرق الحصول على الرخص، مما يزيد من الحوادث ولا يجعل لتحديث الطرق قيمة. لماذا يجب أن أنتقل من محافظة لأخرى لأشعر أن أبناء تلك المحافظة محظوظون، بينما أبناء الأخرى لا يستحقون!
«لماذا» لم يتم وضع خطة لتطوير المستشفيات الحكومية وجعلها نظيفة ومتاحة للجميع بالتساوى بإمكانيات معقولة، بصرف النظر عن مستواهم الاجتماعى.. هذان مثالان، أحدهما يرتبط مباشرة بالأحداث الحاليّة والآخر يعايشه الجميع يومياً من خلال تنقلاتهم. وإذا أردنا ذكر كل الأمثلة، فلن يسعنا صفحات عدد الجريدة. لكن أهمها، والتى أتمنى أن تدركها الحكومة خلال تلك الصحوة الإيجابية، هى «لماذا» لا تعمل الحكومة بشفافية كافية تُكسبها ثقة الشعب، أعتقد أن رد الفعل الحالى، بصرف النظر عن أنه ربما رد فعل عاطفى بسبب خوف وأزمة عالمية، يُظهِر أن الخطط الصحيحة تؤدى لإلتفاف الناس حولها ولا ينكرون جدواها، وبالتالى سيكونون معينا لتنفيذها، فالطرفان فقدا ثقتهما فى بعضهما، وربما فى أنفسهما، بسبب تراكمات طويلة، ولكنها دائماً مسئولية الحكومة أن يستعيد تلك الثقة.
فلماذا لا تبدأ الحكومة فى خطط بنفس الحرفية، التى أدت إليها أزمة كورونا، لاستعادة تلك الثقة والتحدث عن خطط أخرى لزيادة الوعى العام ولتحسين أوضاع الفقراء والمظلومين اجتماعياً، حتى تحصل على دعم الشعب، الذى بدونه وبدون تلك الثقة، لن تحقق أبداً أياً من خططها مهما بلغ كم الإنفاق عليها.