حوار| سفير بيلاروسيا فى القاهرة: العلاقات بين القاهرة ومينسك ممتازة وتتسم بالصراحة

سفير بيلاروسيا خلال حواره للأخبار
سفير بيلاروسيا خلال حواره للأخبار

- الزيارات المتبادلة بين السيسى ولوكاشينكو تجسد العلاقات القوية فى مختلف المجالات

- مهتمون بتكنولوجيا صناعة الأدوية المصرية.. وننتظر دخولها للأسواق البيلاروسية 

- نتائج مثمرة لزيارة الرئيس لوكاشينكو للقاهرة والتوقيع على أكثر من 19 اتفاقية ومذكرة تفاهم للتعاون

- تعديلات الحكومة على قانون الاستثمار الجديد جعل مصر سوقاً جاذبة للاستثمار الأجنبي

- القاهرة تخطو سريعاً نحو التقدم والتطور الاقتصادى فى ظل الاستقرار والأمان

- مستعدون للتعاون مع مصر فى مجالات الصناعات الثقيلة وتكنولوجيا المعلومات  

- تابع بإهتمام التقدم فى المنطقة الاقتصادية بقناة السويس ويمكن أن تكون موقعا لتسويق منتجاتنا لأفريقيا

- مصر المقصد السياحى الأول للبيلاروسيين ونتوقع إرتفاع أعداد السائحين فى 2020

- تناولت " الكباب" و"الطعمية" واكتشفت " الملوخية " ومذاقها جيد جداً

- أشعر بألفة المصريين وهناك تشابه بين لغتينا رغم أنني لا أتحدث اللغة العربية
 


وصف سيرجي تيرينتيف سفير بيلاروسيا فى القاهرة، أن العلاقات المصرية البيلاروسية بالممتازة والعمق، فهى تتسم بالصراحة والتوافق فضلا عن الايجابية وذلك على جميع المستويات، وأن الزيارات المتبادلة بين قيادتى البلدين، وأخرها زيارة الرئيس ألكسندر لوكاشينكو الأخيرة لمصر الشهر الماضى، قد أعطت زخماً كبيراً نحو تحقيق طموحات واهداف البلدين المشتركة نحو زيادة النمو الاقتصادى من خلال تعزيز التعاون والانتاج المشترك، والاستفادة من خبرات البلدين فى المجالات المختلفة لتحقيق شراكة استراتيجية مشتركة ذات مستوى عال.


ويحمل السفير تيرنتييف طموحات وأمال وأفكار عديدة، يسعى فى تنفيذها لدعم وتعميق العلاقات بين البلدين منذ أن تولى رئيس البعثة الدبلوماسية البيلاروسية فى مصر فى شهر اكتوير من العام الماضى. وأعلن السفير البيلاروسى  فى  أول حوار له لـ"الأخبار" ، ان من ضمن المشروعات التى يسعى فى تحققها على أرض مصر، مشروع الاتوبيسات الكهربائية كوسيلة للنقل الداخلى فى العاصمة الادارية الجديدة، وأضاف انه يشعر بألفة المصريين وانه يفهم اللغة العربية رغم انه لا يتحدث العربية، وهذا الشعور ينبع من التقارب الشديد بين  شعبى البلدين .. وإلى نص الحوار.


كيف تصف العلاقات المصرية البيلاروسية في الوقت الحاضر؟


العلاقات بين مصر وبيلاروس أصفها بالممتازة، حيث تشهد توافقا تاما، ولا توجد أى نقاط خلاف بين البلدين، كما ان الجانبان يسيران ويعملان على المسار الصحيح، فالعلاقات بين البلدين تتميز بحالة من التوافق والصراحة والايجابية فى مختلف النواحى سواء سياسيا او اقتصاديا او انسانيا، كذلك على المستوى الشعبى، وبالطبع يأتى ذلك بفضل العلاقة ذات المستوى الخاص من التفاهم بين قيادتى البلدين، وبالتالى كل هذه النماذج تجسد العلاقات الايجابية القوية بين الجانبين.


كيف تمثل الزيارات المتبادلة على مستوى القمة تحولا نوعيا في العلاقات بين البلدين على جميع المستويات ؟


يجب القول أن هذا النوع من التواصل السياسى والمشروعات الاستثمارية القائمة بين البلدين على أعلى مستوى، انما تمثل لحظات ايجابية وحوافز هامة وفاعلة فى تعزيز العلاقات والتعاون بين البلدين، وعندما ننظر إلى الإحصائيات والأرقام، نجد أن نتائج اللقاءات بين رئيسى البلدين مثمرة للغاية، حيث تم متابعتها من خلال زيارات متبادلة مكثيفة بين الوزراء والمسئولين وأصحاب الأعمال فى كل من البلدين، وهو ما يعطى مساهمات وإضافة كبيرة فى العلاقات بين البلدين كماً وكيفاً.


خلال زيارة الرئيس لوكاشينكو لمصر تم توقيع عدة اتفاقيات، ما هي أهم هذه المشروعات، ومتى تدخل تلك المشروعات حيز التنفيذ؟


أؤكد لك أن زيارة الرئيس البيلاروسى ألكسندر لوكاشينكو لمصر الشهر الماضى، أسفرت عن نتائج مثمرة للغاية، حيث تم التوقيع على 4 اتفاقيات حكومية فى حضور قيادتى البلدين خلال اليوم الأول، وهى اتفاقيتين لتعزيز التعاون فى مجالى الجمارك والبنوك، بالاضافة الى اتفاق حول آلية عليا للمشاورات السياسية بين وزارتى الخارجية، واتفاقيتين حول البرنامج التنفيذى الحكومى فى مجال التعليم العالى والدراسات العليا.
   

وخلال اليوم الثانى من زيارة الرئيس لوكاشينكو، تم التوقيع على عدة عقود تجارية مشتركة  ومذكرات تفاهم فى مجالات مختلفة بلغ عددها 15، حيث هناك اتفاقية هامة حول الانتاج المشترك والترويج للمنتجات فى السوق الافريقية. ومن المشروعات المشتركة أيضا على سبيل المثال لا الحصر، مشروع حول الإنتاج المشترك لشاحنات "ماز" وجرارات ومعدات زراعية ورافعات ومحركات ، فضلا عن التعاون في مجالات الإنتاج الزراعي والغذاء والعلوم والتكنولوجيا والتعليم .كذلك مذكرة تفاهم حول خارطة طريق للتعاون وعمليات تجميع المنتجات بين عدد من المؤسسات فى البلدين. وأخرى حول التكنولوجيا ذات التقنية العالية والعلوم، والتى تم توقيعها خلال الاجتماع الأول لمجلس الأعمال المصري البيلاروسى، وبواسطة هذه الاتفاقيات ومذكرات التفاهم سوف تشهد البلدين المضى قدما نحو شراكة استراتيجية واعدة.


فى رأيك ما المنتجات المصرية ترغب بيلاروس فى وصولها إلى سوقها ؟


ليس سراً حين أذكر أن أى شخص مهتم بالتكنولوجيا التى تمتلكها شركات صناعة الأدوية المصرية، ولهذا السبب فبيلاروسيا فى انتظار شركات الأدوية المصرية الى دخولها فى السوق البيلاروسية، كما هناك مسئولين من الاكاديمية الوطنية البيلاروسية قد حضروا إلى مصر لبحث احداث شراكة مع الشركات المصرية المتخصصة فى صناعة الأدوية، ومن وجهة نظرى المتواضعة أؤكد لك  ان هذا المجال يعد من المجالات الواعدة بشكل كبير كنوع من الاستثمار بين البلدين.


وايضا نسلط الضوء وهو محل تقدير لبيلاروسيا فيما تسعى إليه الدولة المصرية إلى تحقيقة فيما يتعلق بمجال الذكاء الاصطناعى فى مجال التسويق  لتكنولوجيا المعلومات، ويوجد بالفعل تعاون بين المؤسسات المصرية والبيلاروسية فى هذا المجال، بالاضافة الى التعاون فى مجال  والامن الحماية.


 كما تهتم بيلاروس بشكل كبير فى التعاون مع الشركات المصرية فى مجال تعريب البرمجيات والاجهزة الالكترونية للمنتجات البيلاروسية، حيث تتطلع بيلاروسيا الى تصدير منتجاتها الى الاسواق فى منطقة الشرق الاوسط باللغة العربية.

فيما يتعلق بنية بيلاروسيا المشاركة في المنطقة الصناعية في منطقة قناة السويس، هل هي منفردة أم في إطار المنطقة الروسية؟


 دعنى أوضح لك أن التعديلات التى قامت بها الحكومة المصرية على قانون الاستثمار الجديد عام 2017، جعلت مصر سوقا جاذبة للاستثمار الاجنبى، وفيما يتعلق بالمنطقة الاقتصادية بقناة السويس فبيلاروسيا تتابع بشكل جيد التطورات التى تشهدها المنطقة وقد شرفت بزيارة محافظة بورسعيد وشاهد بنفسى مدى التقدم والتطور الذى تشهده المنطقة، وأرى أن تلك المنطقة قد تصبح موقعا محتملاً وجيدا، يمكن من خلاله تسويق منتجاتنا إلى إفريقيا. لذلك أرى أنه سواء أقامت بيلاروسيا منطقة صناعية بشكل منفرد أو فى إطار المنطقة الروسية  فهذا لايهم، وما يهم هو أن منطقة قناة السويس جاذبة للاستثمار الأجنبى بشكل كبير للغاية .


هل يمكن ان تذكر لى موعداً محدداً لانشاء المنطقة الصناعية البيلارسية فى منطقة قناة السويس ؟


لا استطيع أن أذكر موعداً محدداً، لأن ذلك يعتمد على قطاع الاعمال الخاص، وبمجرد أن يصبح العمل جاهزاً سوق يأتى القطاع الخاص، وبالنسبة لطبيعة المشروعات البيلاروسية فى المنطقة، ما أراه حتى الاَن هو الأعمال اللوجيستية، وكما ذكرت من قبل نحن نعمل على التسويق المشترك للأسواق الأفريقية. لذلك أعتقد أننا فى حاجة إلى منطقة لوجيستية .


فى رأيك، كيف يمكن أن تستفيد بيلاروسيا من موقع مصر الاستراتيجي كبوابة لتصدير منتجاتها إلى أفريقيا؟


تعد مصر نفسها سوقاً مهماً للدول الافريقية، فهى تعد واحدة من اكثر الدول التى تشهد تنمية فى المنطقة، وتخطو خطوات سريعة نحو التقدم والتطور، وخير دليل على ذلك الأرقام المعلنة حول ارتفاع نسبة الناتج المحلى الاجمالى للبلاد، فضلا عن انها بالطبع تشهد حالة من الاستقرار والأمان الى جانب نموها اقتصاديا، فمصر هى الدولة التى علينا الى نأتى اليها ونعمل معها ، وليس هناك طريقا اَخر.


ما قيمة التبادل التجارى بين البلدين فى الوقت الحالى؟


 تبلغ قيمة التبادل التجاري بين مصر وبيلاروس وفقا للاحصائيات البيلاروسية 2019 تقريبا 142 مليون دولار، وهذا الرقم يوضح ان الميزان التجارى يميل بشكل اكبر الى بيلاروسيا، لهذا السبب اتحدث الى زيادة نسبة الصادرات المصرية ذات الجودة العالية الى بيلاروسيا لتحقيق توازن فى الميزان التجارى بين البلدين، من خلال التعاون فى مجال تكنولوجيا صناعية الادوية التى تتميز بها مصر والخضروات والفاكهة عالية الجودة والأغذية المصنعة ، فكل هذه المنتجات تهتم بها بيلاروسىا بشكل كبير.  


في رأيك، كيف يمكن لمصر الاستفادة من العلوم والتكنولوجيا البيلاروسية؟


  لاشك ان بيلاروسيا تتمتع بقطاعات متطورة للغاية، خاصة الصناعات الثقيلة ، كصناعة المعدات والاَلات الثقيلة، كذلك فى قطاع تكنولوجيا المعلومات، كل هذه المجالات واعدة لعلاقات التعاون بين البلدين. وأرى أن مصر يمكن أن تستفيد من التكنولوجيا البيلاروسية من خلال عدة خطوات، الأولى مشاركة التكنولوجيا البيلاروسية فى الشركات المصرية خاصة فى مجال الصناعة، وذلك من خلال احضار الاَلات والمعدات البيلاروسية، والثانية  هى الاستعانة بالحلول البيلاروسية للبدء فى صناعة مثل تلك المعدات فى مصر من خلال الانتاج المشترك، وتبدو لى تلك الخطوة ستكون واعدة وذات استراتيجية طويلة الأمد.


وهل هناك عقبات  تقف امام الجانبين لتحقيق هذا الهدف؟


 لا اعتقد وجود عقبات تقف أمامنا لتحقيق ذلك، فقط الشئ الأهم هو تبادل المعلومات وهذا ما تقوم به البلدين، فعلينا دراسة ماذا يحدث فى مجال الصناعة فى مصر، وتقديم معلومات حول ما يمكن أن نقوم به سوياً. وفى الحقيقة هذا ما يسعى إليه الرئيس السيسى فى تحقيقه حيث عبر عن رغبته فى ما يمكن ان تقوم به البلدين بشكل مشترك، وليس قصر التعاون على شراء الاَلات من بيلاروسيا لاستخدامها فى مصر. واعتقد ان هذا الأمر هام جداً عن مجرد ان تذهب الى بيلاروسيا  فقط لا أن تشترى منتجها.

 

ما توقعاتك حول تعزيز التعاون بين مصر وبيلاروسيا خلال الفترة القادمة؟


 نحن نريد تغيير نوع التعاون بين البلدين، نريد التغيير من الاخراجية إلى الاكثر تطوراً فى مجال التعاون الصناعى، مثل التعاون فى مجال الانتاج المشترك، مجال تبادل المعلومات، ابحاث تكنولوجيا مشتركة. هناك تعاون قائم بالفعل فى بعض هذه المجالات تبلغ عددها 5 مشروعات، ولكن نطمح فى زيادة هذا الرقم فى مجال التعاون  والانتاج المشترك.


- ما مدى أولوية مصر كواجهة سياحية للمواطن البيلاروسي، خاصة أن هذا الأمر يساهم في تطوير العلاقات على مستوى شعبي البلدين؟


 مصر تعد المقصد السياحى رقم واحد بالنسبة للسائح البيلاروسى، فهى تتمتع بمنتجعات وشواطئ رائعة الجمال ويعشقها البيلاروسيين، فضلاعن جودة الخدمة وبالطبع حسن الضيافة من قبل الأصدقاء المصريين. ووفقا لاحصائيات عام 2018 فقد بلغ عدد السياح البيلاروس حوالى 218 ألف سائح، ولكن هذا الرقم ارتفع العام الماضى حيث بلغ تقريبا 250 ألف سائح، واعتقد أن هذا الرقم كبير مقارنة بالتعداد السكانى فى بيلاروسيا، وكما اعتقد أن العام الحالى سوف يشهد ارتفاع فى اعداد السياح البيلاروس. 


من جانبى أتمنى اتفاع اعداد السياحة البيلاروسية إلى مصر، ايضا أن لا تقتصر الرحلات فقط على الاستمتاع بالمنتجعات السياحية والاستمتاع بالبحر الاحمر فى مدينى شرم الشيخ والغردقة، لكن أيضا زيارة والاستمتاع بحضارة وتاريخ مصر العظيم وزيارة معالمها الاثرية فى مختلف انحاء البلاد شمالاً وجنوباً، فكل انسان يسمع ويعلم منذ ان كان طفلا عن تاريخ هذا البلد العظيم ومشاهدها العديدة الرائعة، وهذه هى أمنيتى الوحيدة للسياحية البيلاروسية لمصر .

 

ما المدن التى قمت بزيارتها منذ توليكم رئاسة البعثة البيلاروسية فى القاهرة؟


فى الحقيقة، لم أزر الكثير من المدن بعد، حيث قد مر على اقامتى فى مصر أربعة أشهر فقط، وخلال تلك الفترة زرت محافظة بورسعيد، ومدينتى شرم الشيخ والغردقة، فضلاعن عدد من الأماكن السياحية بالقاهرة، منها الأهرامات والمتحف المصرى، وأنتظر زيارة المزيد من المدن المصرية والمعالم الحضارية المصرية القديمة.

 

هل يمكن أن تصف انطباعاتك عن مصر والشعب المصري؟


الشعب المصرى والبيلاروسى قريبين جدا من بعضها البعض، وأشعر حقا بأننا نتحدث لغة واحدة،  فأنا لا اتحدث اللغة العربية ولكن قلبى يشعر بتشابه لغتنيا وقرب الشعبين من بعضه البعض، لا أعرف السبب، ربما لأسباب تتعلق بأشياء تاريخية. ولكن ما أشعر به شخصياً ه الإحساس بالتقارب على الأقل بينى وأسرتى وبين الأصدقاء المصريين.


هل تذوقت أى نوع من الاطعمة المصرية ،وماهى الانواع التى تفضلها؟


بالتأكيد، فأول أنواع الأطعمة التى تناولتها وقت حضورى إلى مصر "الكباب"، ايضا اكتشفت "الملوخية" ومذاقها جيد جدا خاصة أنها لطيفة على المعدة. أيضا تناولت الطعمية. ايضا هناك أمر لاحظته، حيث كنت اعتقد أن المشروب المفضل للمصريين هو الكركديه، ولكن كنت مخطئ .
 

هل هناك اتفاقيات بين البلدين تتعلق بالنقل الجوي المباشر؟ وفى رأيك كيف يمكن أن يؤثر هذا الأمر على تعزيز العلاقات التجارية والسياحية بين البلدين؟


فى الوقت الحالى، توجد رحلات شارتر بين مينسك ومدينتى الغردقة وشرم الشيخ ،ولن يكون هناك مجالاً لإلغائها مهما حدث. أما فيما يتعلق برحلات مباشرة بين العاصمتين فحتى الاَن لا يوجد اتفاقيات حول تسيير رحلات مباشرة. فأحد الأسباب كما ذكرت هى عدم وجود أعداد كبيرة من السياح البيلاروسية تأتى لزيارة أماكن خارج المدن التى تضم المنتجعات الشاطئية، ومن الأسباب أيضا أن السياح البيلاروس لا يستطيعون خلافاً لجيراننا فى المنطقة أن يحصلوا على تأشيرة بالوصول إلى القاهرة، فقط يحصلون على تأشيرة بالوصول لمدينتى شرم الشيخ  والغردقة عقب وصولهم هنا، لذلك لا يأتى السياح البيلاروسيين إلى العاصمة.


وأأمل كما وُعدنا منوقت لأخر أنه سيتم تفعيل التأشيرة الإلكترونية قريبا، وإذا تم حل هذه المسألة سيكون هناك حرية للسياح البيلاروس الذهاب إلى القاهرة وزيارة معالم مصر الأثرية، أيضا أأمل أن يتم فتح سفارة مصرية فى بيلاروسيا قريبا، وقد ناقش قيادتى البلدين هذا الأمر بالفعل، وبالتالى سيصبح من السهل على السياح البيلاروس الحصول على التأشيرة بشكل أسرع ،وبالتالى يمكنهم الذهاب وزيارة أماكن عديدة بالبلاد. 
وهنا يجب أن أذكر أن اهتمامنا أيضا لا يقتصر فقط على نقل السياح إلى مصر، بل أيض رجال الأعمال البيلاروس، ولكن فى الوقت الحالى نحن ننتظر.

 

ما تقييمك للتجربة المصرية في عملية الإصلاح الاقتصادي ، خاصة في ضوء التحديات التي شهدتها بعد تولي الرئيس السيسي السلطة في عام 2014؟


اجراءات الاصلاح الاقتصادى التى أتخذتها الحكومة المصرية مثيرة للإعجاب للغاية، ليس اقتصارها فقط من جانب المقياس لكن ايضا من جانب نتائجها، حيث أرى أن الاقتصاد المصرى  الاَن يسير على مسار تنموى مستقر، فى ظل المشروعات الضخمة التى تشهدها البلاد، كما أرى أن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس تمثل قاطرة الاقتصاد المصرى، واعتقد المستثمرين الأجانب مهتمين بشكل كبير فى المشاركة فى تلك المشروعات  الضخمة. 


وفى الحقيقة ما ألمسه من اهتمام بالغ من قبل الرئيس السيسى حول جهوده فى أن تصبح مصر مقصداً جاذباً للاستثمار الأجنبى، وتوطين التكنولوجيا وجعلها بوابة للقارة الافريقية، هو أمر مثير للاهتمام والإعجاب ومؤثر جدا، فقط بالنظر إلى أرقام الناتج المحلى الإجمالى ونسب التضخم والتوظيف والبطالة، فهى تؤكد على أن مصر تسير على الطريق الصحيح، وأننا كبيلاروسيا سعداء لكوننا شركاء مع هذا البلد العظيم.


هل تفكر بيلاروسيا بالمشاركة فى مشروعات استثمارية بالعاصمة الادارية الجديدة؟


  فى الحقيقة هناك بالفعل مشروعا نضعه فى اجندتنا وهناك نية من قبل بيلاروسيا المشاركة فيه، وهو مشروع اتوبيسات نقل  كهربائية تعمل داخل العاصمة الادارية،  فقط ننتظر انتقال الموطنين والعيش فيه بحيث يصبح هناك حاجة الى وسائل نقل داخل العاصمة الجديدة ومن ثم  نبدأ العمل فى هذا المشروع.


- صرح الرئيس ألكسندر لوكاشينكو عقب عودته الى بلاده بعد انتهاء زيارته لمصر، انه تباحث مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين حول العمل المشترك فى مصر ، وامكانية مشاركة مينسك فى بناء محطة الطاقة النووية  بالضبعة بالاشتراك مع موسكو.. ما طبيعة هذا التعاون؟


أعتقد نحن مصر وبيلاروسيا وروسيا يمكن أن تتعاون فى جوانب مختلفة فى هذا الصدد. ومنها التعاون فى موضوع سلامة الإشعاع ، حيث تنتج بيلاروسيا  أفضل المعدات المختصصة فى هذا الغرض.


في رأيك، كيف يمكن تفعيل دور مجلس الأعمال المصري البيلاروسي، من أجل تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين ومتابعة جميع ملفات التعاون الاقتصادي المشترك؟


  يعد هذا المجلس الاَلية الأولى من نوعها لتسهيل التعاون بين القطاع الخاص فى كلا البلدين،حيث هناك لجنة مشتركة بالفعل قائمة بين الحكومتين، لكن بالنسبة لهذا المجلس فهو أمر هام للغاية  لتعزيز التعاون، واعتقد انه على حكومتى البلدين والمسئولين فى دفع فى هذا الاتجاه، واتمنى ان يكون هذا المجلس  لجنة خبراء يمكن من  خلالها  تجسيد الفرص والقدرات والامكانيات لكلا الجانبين.


  وأريد الاشارة هنا إلى أن 28% من نسبة اجمالى الناتج المحلى لبيلاروسيا  يتم انتاجه من خلال المشروعات الصغيرة والمتوسطة فى بيلاروسيا التى تمثل القطاع الخاصة لدينا، هذا  الرقم ليس كبيرا ولكن تعمل هذه النسبة فى مجالات  التكنولوجيا ذات التقنية العالية  والذى ينمو بشكل سريع جدا داخل البلاد، وبشكل عام يزداد مشاركة القطاع الخاص فى السوق البيلاروسى بشكل كبير، لذلك أرى ان هذه النسبة يجب ان تتواصل وتعمل  مع القطاع الخاص فى مصر، وتلك فكرة جيدة للغاية . ففى كثير من الاحيان تكون أنشطة رجال الاعمال أكثر فعالية من العمل الحكومى، وهذا سيعزز التعاون والشراكة بين البلدين لما له من تأثير على النمو الاقتصادى للجانبين.