نهار

قيم الفيروس!!

عبلة الروينى
عبلة الروينى

مشهد بالغ القسوة والغلاظة.. الرأسمالية الغربية تتعثر فى أنانيتها، وتدير الأكتاف لبعضها البعض وترفض المساعدة والعون!!... هكذا تعرى الكورونا العالم الغربى.. ليس فقط سياسيا ولا اقتصاديا ولا علميا، لكن فى شروطه وقيمه الإنسانية!!... بصفاقة أعلن نائب ولاية تكساس الأمريكية (على كبار السن أن يضحوا من أجل الاقتصاد)!!... بينما لم تنتظر إيطاليا مناشدة التضحية، فمنعت العلاج فعليا عن كبار السن، رفضت قبولهم بالمستشفيات، وطالبتهم بالموت فى بيوتهم!!.... وفى إسبانيا عثرت قوات الأمن على دار للمسنين، هرب كل المسئولين فيها، تاركين العجائز موتى فوق أسرتهم!!.. بينما منعت العديد من الدول الأوروبية علاج الآسيويين داخل مستشفياتها، فى تمييز عنصرى يتجاوز أى مشاعر إنسانية!!... نفس قسوة رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون فى خطابه البائس (استعدوا لمغادرة أحبابكم).. بعد أن أطلق خطة حكومته لمواجهة الكورونا، المسماة (بسياسة القطيع) وتعنى السماح بتفشى الفيروس وإطلاق العدوى، دون إجراءات وقاية ودون عزل، ليكون البقاء للأقوى، وليتم اكتساب مناعة جماعية!!... صحيح أن بريطانيا تراجعت بعد ذلك عن تلك السياسة القاتلة، وأصيب جونسون نفسه بالفيروس، لكن بعد أن أصيبت الأخلاق أيضا!!...
منتهى القسوة والأنانية الأوروبية، فى تجاهلهم تقديم العون والمساعدة لبعضهم البعض.. النمسا رفضت طلب إيطاليا بمدها بالكمامات الواقية.. بدعوى (قد نحتاج إليها لاحقا)!!.. وفى الأسبوع الماضى حدث أن سرق التشيك شحنة أدوات طبية أرسلتها الصين إلى إيطاليا!!.. وإيطاليا استولت على شحنة من الكحول الطبى كانت مرسلة من الصين إلى تونس!!.. وفرنسا هددت بإغلاق حدودها مع بريطانيا، خوفا من نقل العدوى، وامتنعت عن المساعدة!!... الجميع يدير الأكتاف، فى مشهد بالغ الغلاظة والأنانية...