مع احترامى

لسنا ملائكة ولا شياطين

فرج أبوالعز
فرج أبوالعز

تأكيد الرئيس عبد الفتاح السيسى على أهمية الشفافية والانضباط فى مواجهة أزمة فيروس كورونا وصفة ناجعة للخروج من تلك الأزمة التى تواجه العالم أجمع باعتبار الشفافية خير وسيلة لمواجهة الشائعات والانضباط خير وسيلة لتحقيق الهدف المنشود وهو سر نجاح الصين فى مواجهة الفيروس الذى انطلق للعالم من أرضها.
حالة الحرب ليس فيها هزار ولا استهتار ولا تهوين فالعالم كله ونحن جزء منه يعيش فى حالة حرب ضد فيروس يفتك بالجميع وليس أمامنا عقار للعلاج منه إذن لابد وأن يكون هناك انضباط وحسم فى تطبيق الاجراءات الاحترازية غير المسبوقة التى قررتها الدولة لمواجهة الخطر.
يقينا لسنا ملائكة ولسنا شياطين أيضا فنحن بشر نخطئ ونصيب ولدينا شطحات ويجب علينا كبت شطحاتنا حتى يزول ذلك الخطر الداهم بالبعد عن الشائعات وعدم التقليل من جهود الدولة فى هذا المجال وهى واضحة مثل الشمس لا ينكرها سوى جاحد أو حاقد.
بما أننا بشر أطالب أجهزة الدولة بتطبيق قوانين حالة الحرب على من يخالف الاجراءات التى اتخذتها الدولة لمواجهة ذلك الخطر بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية فمن يبيع سلعة بأزيد من ثمنها أو يخزنها للتربح، علينا تطبيق القانون عليه وفورا وإعلان العقوبة لتكون رادعا لمن تسول له نفسه استغلال ظرف استثنائى وخطير تواجهه الدولة فى التربح والتكسب دون وجه حق.
علينا تطبيق القوانين وهى جاهزة وموجودة تحت الطلب ضد من يطلق شائعة عن الفيروس تعرض الأمن القومى للبلاد للخطر، ويتساوى مع ذلك من ينشر محتويات بها سخرية واستهزاء على إجراءات الدولة للمواجهة؛ ففى هذا تحريض للخروج عن السياق العام بما يضر المجتمع ككل، ولعل واقعة اثنين من مطربى المهرجانات خير دليل على ذلك وكان لابد من مثولهما للعقاب فالمأثور يقول: من أمن العقاب أساء الأدب وما فعلاه يتجاوز إطار إساءة الأدب.
هناك من يتزيد على قرار الجهات المختصة إغلاق المساجد والكنائس والدعوة للصلاة فى المنازل وهذا قرار فى اعتقادى مهم ومفصلى فى مواجهة عدوى انتقال الفيروس السريع الانتشار ويجب على هؤلاء أن جميع الأديان السماوية حثت على النظافة وحثت على اتقاء عدوى الأمراض من باب أن «درء المفاسد مقدم على جلب المصالح».
وليس هناك دليل أكثر على ذلك من تقرير نشرته مجلة نيوزويك الأمريكية تضمن حديثا نبويا عن مواجهة الوباء حيث نشر العالم كريج كونسيدين الأستاذ بجامعة رايس فى هيوستن بولاية تكساس الأمريكية مقالا بعنوان: هل يمكن لقوة الصلاة وحدها وقف جائحة؟ قال: «هل تعرفون من اقترح النظافة الجيدة والحظر خلال الوباء إنه محمد نبى الإسلام قبل 1400 سنة».. وسرد حديث الرسول عن التعامل مع الطاعون ودعوته إلى عزل المصابين عن الأصحاء «إذا سمعتم به - يقصد الطاعون -بأرض فلا تدخلوا عليه وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها فرارًا منه».. كما تحدث عن موازنة الرسول الكريم بين الدين والأخذ بالأسباب.
أليس عيبا أن نكون نحن الذين شرعنا للعالم كيفية مواجهة الأوبئة ونعجز عن تطبيق إجراءات قررتها الدولة لحمايتنا نحن المواطنين؟ ولعل تطبيق القانون على المخالفين والحسم فى ذلك خير رادع لمن تسول له نفسه الإضرار بنفسه ثم أسرته وأهله والمجتمع بأسره.
عندما قررت الحكومة إغلاق المحال التجارية والكافيهات والمقاهى والمطاعم من السابعة مساء حتى السادسة صباحا استهدفت حماية المواطنين من شيش المقاهى ومنع التجمعات بقدر الإمكان لا أن نخرج جميعا للشوارع بسبب وبدون سبب وكأننا فى وقفة العيد أو فى نزهة.. ما نواجهه وباء ويجب علينا جميعا مساعدة الدولة فى تطبيق الإجراءات الاحترازية وليس التحايل عليها فنحن لا نمتلك رفاهية التحايل أمام وباء يحصد الأرواح حول العالم يوميا.