العالم.. ما بعد كورونا!

أوقات فراغ

 أحمد خليل
أحمد خليل

أعتقد أن الأزمة الحالية التى ضربت العالم وتسببت فى خسائر بشرية فادحة، وإنسانية، ستكون فوائدها عظيمة.. فالأوبئة دائما ما تتسبب فى حركة تصحيح فى المجتمعات والأسواق الاقتصادية، وعادة ما يكون تأثيرها قصير المدى.
ما بعد كورونا.. سيدرك العالم الدرس مجددا من عواقب الحرب البيولوجية وستتغير موازين القوى العالمية وفق صلابة كل دولة ومناعتها لمواجهة الفيروس الذى هشهش عظامها.. ستخرج دول العالم الثالث ومنها مصر أكثر وعيا لتدارك ما فاتها، وستكسر حالة الروتين وتضرب البيروقراطية المتغلغلة والمتصلبة داخلها من خلال قرارات كانت تأخذ فى شهور عديدة أصبحت تصدر فى ساعات.. ستعيد الدول ترتيب أجهزتها الداخلية باستحداث تقنيات أكثر أداء وإيجابية فى العمل.. وكل هذا لا يكفى، سينتهى عهد التجمعات البشرية ستصبح من المحظورات التى تهدد السلالة، وسيخلق جنس جديد يندمج فيه الإنسان مع الآلة ويكون الذكاء الاصطناعى ليس له حدود فى العمل والعلاقات الأسرية.. وسنتوغل أكثر فى مفهوم الحداثة بعد أن أشبعتنا من الطفرة التكنولوجية والمعرفة العلمية ونهضة الاتصالات التى أعادت المناطق المتباعدة فى جغرافية الكون إلى قرى صغيرة متلاحمة.. ستتشكل عادات اجتماعية جديدة ستسيطر على البشرية، ستفقده الألفة، ستكون اللقاءات عن بعد، والمؤتمرات واجتماعات العمل عن بعد، وما نظنه الآن فى المستقبل خيالاً علمياً فى يومٍ ما سيصبح حقيقة على أرض الواقع.. لا أعلم إن كانت التغيرات القادمة فى حياتنا ستكون للأفضل أم للأسوأ.. أخشى أن تصيبنا فى عقائدنا.. لا والله.. ففى قلب كل شتاء ربيع نابض.. ووراء كل ليل فجر باسم.. ولكن أخشى أن يسبقنا مرة أخرى.. العالم.. ما بعد كورونا!.