حكايات| مشاهد من «كونتاجيون».. ناقوس «كورونا» الذي دق قبل تسع سنوات

فيلم كونتاجيون توقع بكارثة كورونا قبل تسع سنوات
فيلم كونتاجيون توقع بكارثة كورونا قبل تسع سنوات

لطالما كانت الدراما هي ناقوس الخطر الذي يقول «يا أيها الآمنون.. احذروا هناك خطر داهم»، فقبل 9 سنوات من 2020 عام تفشي الكورونا، رفع أحد المخرجين الراية الحمراء قائلا: «الوباء قادم»، وأخرج للعالم فيلم Contagion أو العدوى.

 

الفيلم يصنف ضمن أفلام أدب نهائية العالم والتي تنتج بغزارة جدا، لذا فإن المصادفة فقد تكون مقبولة إلى حد ما خاصة أنها مبنية على أساس علمي، فمعروف مثلا أن الخفاش والخنازير من الكائنات الناقلة للفيروسات من الحيوان للإنسان، وهذا ما اعتمد عليه الفيلم، إلا أن التشابه في الأحداث مع ما يجري اليوم سيبعد بخيالك في بعض المشاهد لتتسائل: «من رتب كل هذا ؟»

 

يبدأ الفيلم من اليوم الثاني، لسيدة عائدة من هونج كونج تعاني من إعياء وسعال، لتعود لمدينة مينيابوليس، يظهر عليها تشنجات تنقل إلى المستشفى وتلفظ أنفاسها الأخيرة دون معرفة سبب واضح، ويخضع الجثمان للتشريح ليتضح أن عدوى فيروسية حادة في الدماغ وراء الوفاة.

 

يزداد الأمر سوءً بوفاة طفلها بنفس الأعراض، ويخضع زوجها للحجر الصحي، ليمثل الأمر علامة استفهام كبيرة.

 

هنا يأخذ الأمر منحى آخر، إذ تتخوف وزارة الأمن الداخلي من أن يكون ذلك هجوم بيولوجي، وأرسلت الدكتورة شيفر د. إرين ميرز التي تؤدي دورها كيت وينسلت، وهي ضابط مخابرات الوباء، إلى مينيابوليس لبدء التحقيق.

 

يجري تتبع المرض عبر مشاهدة المصابة الأولى بكاميرات المراقبة في أكثر من دولة لمعرفة المخالطين، ويتبين أن المرض انتشر بصورة واسعة، لتتوالى أحداث التفشي ومحاولته كبحه في دول  العالم.

 

التشابه 

القصة هنا تبنى على أن الخفاش هو مصدر الفيروس الغامض، لكنه تحوّر في خنزير لينتقل إلى إنسان، وهذا ما حدث تقريبا مع كورونا فهو تحوّر عبر حيوان آكل النمل الحرشفي ومصدره الأصلي الخفاش.

المؤلف السيناريو سكوت بورنس، وهو مؤلف الفيلم الشهير The Bourne Ultimatum ، يستكمل توقعات التي لا يعرف أحد مصدرها غيره، بأن التفشي سيكون سريع للغاية، كما أن الشائعات ستكون رائجة للغاية على الإنترنت، وجميع اللقاحات لا تجدي نفعا فقد اختبر العلماء قرابة الـ 60 لقاحا على القرود دون فائدة.

وأحد أغرب المصادفات ما حدث مع الطبيبة مكتشفة المرض والتي تجسدها "كيت ونسليت"، فهي تصاب بالمرض وتموت، وهذا ما حدث مع الطبيب الصيني لى وين ليانج  مكتشف فيروس كورونا المستجد.

 

التوقعات تأخذ طورا طبيعيا هنا مع تفشي الوبائ ويمكن لأي شخص توقعه، ستلجأ السلطات للمقابر الجماعية، التوعية والنصح بعدم ملامسة الوجه وغسل اليدين، وغلق الحدود.

 

الفوضى 

تنتشر الفوضى في كل ربوع العالم، فالجميع يسعى لتخزين المؤن والتزام بيته تجنبا للتفشي الشره الذي لا يوقفه لقاح، تغلق الحدود بين الدول، تمنع الاجتماعات بكافة أشكالها، وتظهر المطارات بلا ركاب والكنائس والمساجد بلا مصلين، فقط يهرع الناس لنهب المؤن من الصيدليات والمتاجر، وفي وقت لاحق تنتشر السرقة من المنازل.

 

العلاج

في مشهد لتتبع المرض يقول أحدهم: «يقال إن الأمريكيين والفرنسيين يعدون علاجا سريا»، وبالفعل مع كورونا أعلنت فرنسا عن لقاح لكوورونا قبل ساعات من كتابة هذه السطور، والرئيس الأمريكير دونالد تراب قال في 16 مارس الماضي إن مرحلة تطوير لقاح لعلاج فايروس كورونا بدأت.

ذهب خيال المؤلف إلى أن العالمة التي ستفك شفرة الفيروس الوراثية، ستختبر اللقاح المعد بناء على عملها مع تحليل الفيروس على نفسها، ثم ستخالط والدها المريض، ويتضح أنه فعال ليبدأ إنتاجه على مدى واسع.

 

في نهاية الفيلم يضع المؤلف المشاهدين أمام ترتيب الطبيعة التي يسيرها الله، فتأتي جرافة تقتلع شجرة فيهرع منها خفاش يحط على شجرة موز ويأخذ ثمرة ويطير فتسقط منه أمام خنزير، يأخذ طاه بعد ذبحه ويتعامل معه بيديه العاريتين، يقابل بطل العمل ويصافحها وينقل لها القاتل الخفي الذي طور من نفسه .