حكايات| يقودها مقاتل واحد.. مصر قدمت للعالم أول «مدرعة» في التاريخ

يقودها مقاتل واحد.. مصر قدمت للعالم أول «مدرعة» في التاريخ
يقودها مقاتل واحد.. مصر قدمت للعالم أول «مدرعة» في التاريخ

بفكر فرعوني خالص قدمت مصر للعالم بأسره أول عجلة حربية في التاريخ، فكان بداية الاستخدام مع الحصان الذي جلبه الهكسوس، كتأكيد للسرعة والقوة.

 

الباحث الأثري والمرشد السياحي أحمد السنوسي قال إنه دخول الهكسوس مصر كان بدون حروب على الإطلاق، ومن بل كأسر وجماعات كبيرة، وكان معهم متاعهم وعدادهم وخلافه، وهنا يمكن التأكيد على أن العجلة الحربية بمساحتها لا تناسب هذا الأمر على الإطلاق، ولا تناسب جلوس أسرة بأولادهم في تلك الرحلة.

 

اقرأ للمحررة أيضًا| توم وجيري.. كارتون فرعوني سبق «ديزني» بآلاف السنين

 

في تأكيده على أن أحمس كان أول مصمم للعجلة الحربية وليس الهكسوس، يتحدث السنوسي عن لوح كارنافون تضمن لفظ مصري باسم (حترو) وهو الحصان وكذلك ذكر كلمة العربة (وريت)، وعند جمع الكلمتين فإن لفظ (حترو ورريت = عربة الخيل أو عربة الخيول)، وهذا ما شغل بال بيتري في البحث عن فترة الهكسوس.

 

 

وفي نصوص بعض المدارس الباحثة عن الهكسوس ودخلوهم مصر، ذكرت أنهم دخلوا أيضا بعربات تجرها الثيران وهي محملة بالبضائع وأحيانا العائلة.

 

ويتمسك الباحث الأثري بنفي كل ما يتردد عند دخول الهكسوس إلى مصر عن طريق الحرب؛ إذ كان دخلوهم على التوالي وليس مرة واحدة، وهي أشبه بعربات الكارو، ما يؤكد زيف أقاويل حضارة إيلات المزعومة.

 

وعند اندلاع الحروب المصرية الهكسوسية عن طريق عائلة الأبطال، بداية من القائد الثوري العظيم سقنن رع، وكذلك نجله كامسى وحفيده أحمس، فإن نصوص هذه العائلة أكدت أن هناك تحضيرات عدة ولسنوات من أجل الاستعداد الكامل لمحاربة الهكسوس وهناك صناعات حربية تقوم بها هذه العائلة والجيش الجنوبي من أجل الحرب.

 

اقرأ للمحررة أيضًا| القاهرة التاريخية تمتلئ بها.. كيف تحولت الأحجار الفرعونية لمساجد؟

 

ومن هذه العائلة الثورية ظهر المحارب العظيم طارد الهكسوس أحمس الأول، ومن نصوص تلك الفترة فإن المعلومات تتحدث عن «شاب يافع اسمه أحمس يبلغ من العمر 19 عاما يستخدم الأسلحة الحديثة ويقوم بمتابعتها ومنها العجلة الحربية، وهو ابن المحارب العظيم كامسى وجده سقنن رع».

 

حتى وفاة كامسي بعد سقنن رع لم تكن العجلة الحربية مستخدمة كسلاح ضد الهكسوس، وفي نص آخر: «قام أحمس بتطوير الجيش المصري فكان أول من أدخل عليه العجلات الحربية»، ثم أنه في الحروب ضد الهكسوس لم يذكر أي مؤرخ أن هروبهم كان عن طريق العجلات الحربية.

 

وعند دراسة العجلة الحربية المصرية ومقارنتها بالفارسية، فإن الأخيرة لم يكن لديها باب مفتوح من الخلف لتسهيل النزول منها، وفي المقابل عمل أحمس على تطوير العجلة الحربية باستخدام الحصان وجعل مؤخرتها مفتوحة ليسهل الخروج منها بسرعة عند الحاجة. 

 

 

وقد زحزح المصريون منطقة وقوف السائق فوقها ليكون قريبا من محور العجل أو الدولاب لتقليل الوزن، وهذا خفف العبء على الحصان الذي كان يجرها مما جعله يسرع بالعربة، وهذا في الدراسة المدققة للجيش المصري العظيم وقائده العظيم أول من استخدم العجلة الحربية أحمس الذي أصبح الملك أحمس الأول طارد الهكسوس.

 

اقرأ للمحررة أيضًا| سحرة فرعون.. قصة اغتيال رمسيس الثالث بـ«إخفاء القتلة»

 

صُممت العجلة الحربية المصرية لفرس واحد فقط على عكس الفارسية التي يجرها حصانان ولهذا حكمة مصرية أيضاً في استخدام عدد أقل من الخيول واحتمال لعدم توافر الخيول بكثرة آنذاك، وتكون مصممة لمحارب واحد فقط في البداية لزيادة سرعتها وعدم تحميل الفرس ما لا يتحمله.

وبحسب السنوسي فإن المصريين أول من قاموا بلا شك أو نزاع بالتخلص من الألواح الخشبية الغليظة المكونة لجسم العربة واستبدلوها بالعديد من الأجزاء المركبة والألواح الرقيقة والتي تم ثنيها بالحرارة وملصقة بالغراء ولتدعيم الحماية تم تزويد الجدار الخارجي للعربة بطبقة رقيقة من البرونز، وبذلك تم تخفيض وزن العربة بشكل كبير جدًا.

 

 

فالعجلة الحربية سلاح مصري استحدثه وطوره قدماء المصريين وصارت جزءاً من مكونات الحضارة المصرية، ورمزا لمصر وليس الهكسوس أو الكذبة من حضارة إيلات، وهي أقدم سلاح مدرع أو عربات مدرعة استخدمت كأسلحة في الحروب، بل هناك نصا موجود على مسلة القائد العظيم كامسى يقول (نت حتري = سلاح العجلات) ثم استخدمت العجلات من بعد ذلك من قبل المصريين بكثرة وتظهر في لوحات تحتمس الأول وتحتمس الثالث ورمسيس الثاني عندما ظهرت ألقاب جديدة مثل «رئيس الإسطبل ومقاتل العجلة».