قصص وعبر| مأساة زوجة.. جوزي «طلع عيل»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

جوزي طلع عيل، وسابني في شهر العسل، بهذه الكلمات وبصوت يشوبه حزن وخجل بدأت الزوجة حديثها أمام أعضاء هيئة مكتب تسوية المنازعات، قائلة: "بدلاً من أن يجعلني أشعر بأنوثتي كعروس، ويتبادل معي كلمات الحب والغزل كأي عروسين، إلا أنني فوجئت به يتركني ويشاهد قنوات الكارتون طوال الوقت".

وصمتت الزوجة لبرهة وبعين أحورارية وتعلو وجهها حمرة الخجل تتابع بنظراتها الزائغة ردود أفعال أعضاء هيئة مكتب تسوية المنازعات، الذين جلسوا وكلهم آذان صاغية يستمعون لها، ثم تنهدت قائلة: "لقد فاضت دموع الحزن مني لعدم تحمله المسئولية، فمنذ عودته من عمله لا يبرح مكانه من أمام شاشة التلفاز يشاهد أفلام الكارتون، ويليها لعب البلاي ستيشن كطفل صغير مشدوه، وتتملكه عصبية شديدة يدبدب بساقيه فوق الأرض، وإذا اقتربت منه لمحادثته ينفجر في وجهي كالبركان يطلب مني تركه بمفرده".

وأكملت: "لم يمض على زواجي منه غير 5 أشهر فقط، لكنه كان أثناء فترة الخطوبة شخصية جادة ومحبوبة، اعتقدت بأنه فارس أحلامي، ومصدر سعادتي لما كنت ألاقيه يقدم على أي مشكلة بروح المداعبة والهزار، ولم أكن أعلم بأنه طفل صغير، حيث وقعت المفاجأة الكبرى فوق رأسي كالصاعقة، عندما وجدته أحضر سيارات أطفال اعتقدت بأنه اشتراها لحين أن أضع الجنين، ولكن تبدلت فرحتي وسعادتي إلى حزن وانكسار عندما وجدته يلعب بها، وأنها ملكه وخاصة به، وأصبح معظم راتبه يضيع على شراء لعب الأطفال، مما جعلني لا أحتمل تصرفاته الطفولية، ولا يستطيع تحمل مسئولية أسرة".

واستطردت قائلة: "اعتقدت في البداية بأنها فترة وستمضي لكن فاض بي الكيل، وإذا حاولت إثناءه عن اللعب، ومشاهدة الكارتون يصيح في وجهي، وتعلوه علامات الغضب والحنق، ويتهمني بالتدخل في خصوصياته، وتنشب بيني وبينه مشادة كلامية تنتهي بأن أبيت ليلتي دامعة، وعلى أمل أن تأتي الأيام بجديد لكن دون جدوى، وشعرت بالاختناق، والملل من تكرار تصرفاته ومشاهدته لأفلام الكارتون طوال فترة تواجده بالمنزل، وفي آخر مشادة كلامية طلبت منه الانفصال، ووصفته بأنه طفل ليس أكثر، فما كان منه إلا أن اعتدى علي بالضرب، ورفض تطليقي، فلم أجد غير محكمة الأسرة لطلب الخلع منه بعد زواج ٥ أشهر فقط، واستحالة العشرة معه، وتصرفاته أكدت لي مدى طفوليته، وإنه بالفعل جوزي طلع عيل، وتم إرسال طلب الزوج لسماع أقواله".