قضية ورأى

الصين ومزيد من الثقة فى التعاون مع مصر

هانج بينج
هانج بينج

بذلت الصين حكومة وشعبا كل جهد ممكن وقدمت تضحيات هائلة لمكافحة تفشى الالتهاب الرئوى الناتج عن فيروس كورونا المستجد، إذ نال تقديرا عاليا من منظمة الصحة العالمية والمجتمع الدولي بأكمله. وقد أحرزت الصين نتائج إيجابية فى مكافحة الوباء،. ومن المعروف أن مواجهة الوباء لا تعد مجرد المحاربة للوباء فحسب، بل إنها بمثابة محاربة للدفاع عن الاقتصاد أيضا... دقت الشركات الصناعية فى جميع أنحاء الصين قرع «استئناف العمل». حيث استأنفت أكبر 500 شركة صناعية فى الصين عملها بنسبة 97.08٪.
إن التقلبات الصغيرة فى التجارة بين الصين ومصر ترجع إلى عوامل مزدوجة متمثلة فى تفشى الوباء والتعديل الموسمي. تم تأجيل العمل لشركات التجارة الخارجية بسبب الوباء، كما تواكب مع التعديل الموسمي، لأنه عادة ما تكون صادرات الصين فى الربع الأول هى الأقل، تأثراً بعطلة رأس السنة الصينية الجديدة.. سيدفع استئناف العمل والإنتاج تسريع انتعاش التجارة بين الصين ومصر.. بينما بادرت شركات التجارة الخارجية فى الصينإلى مواجهة الأوبئة، تعمل قدر استطاعتها لاستئناف العمل، معتمدة على الدعم والمساعدة القوية المقدمتين من الحكومة، ما يوفر لنا ثقة بأن التجارة بين الصين ومصر ستعود قريبًا إلى مستوياتها الطبيعية. وفى الوقت نفسه، تفتح السوق الصينية أبوابها أمام السلع المصرية، حيث إن الصين على استعداد لاستضافة الدورة الثالثة لمعرض الصين الدولى للاستيراد وتتطلع إلى مشاركة المزيد من التجار المصريين.
لا تزال الشركات الصينية مهتمة بالاستثمار فى مصر، وستواصل توسيع الاستثمار فى مصر بعد الوباء.. بلغ إجمالى استثمارات الصين فى مصر أكثر من 7 مليارات دولار أمريكي. من يناير إلى نوفمبر 2019، بلغ الاستثمار الصينى الجديد المباشر فى مصر 88.89 مليون دولار أمريكي، والذى يشمل مجالات مثل تصنيع الأجهزة المنزلية وإنتاج الدراجات النارية والاقتصاد الزراعى وما إلى ذلك. لن تخضع خطط الاستثمار التى وضعتها الشركات الصينية لتعديلات كبيرة، ولن يكون هناك أى عمليات إغلاق أو سحب على نطاق واسع، حيث يمكن للمشاريع الاستثمارية فى مصر أن تحافظ بشكل أساسى على عمليات الإنتاج العادية. يتم الآن تعليق عدة مشروعات استثمار جديدة على قيد مرحلة دراسة الجدوى، وستواصل المناقشات بعد انتهاء الوباء. سوف نعمل سويا مع الحكومة المصرية لمواصلة توفير بيئة عمل مريحة وفعالة لكلا الشركات الصينية والمصرية. إن تدابير الوقاية من الأوبئة فى منطقة التعاون الاقتصادى والتجارى الصينى المصرى تيدا(المشار إليها بمنطقة تيدا فيما يلي) قائمة ومؤكدة.
تتميز منطقة تيدا بأفضل بيئة شاملة، وأكبر كثافة استثمارية، وأعلى قدرة إنتاج فى مصر، كما أنها المجمع الأكثر تركيزًا على المؤسسات الاستثمارية الصينية فى مصر، مما يوفر أكثر من 3500 فرصة عمل مباشر ويسهم فى توظيف حوالى ٤٠٠٠٠ شخص. بعد تفشى الوباء، اعتمدت تيدا على تدابير صارمة للوقاية ومكافحة الوباء فى المنطقة بهدف ضمان صحة العاملين وسلامة الإنتاج والتشغيل للشركات الواقعة فى المنطقة، والتى أثنى عليها كل من الحكومة المصرية وخبراء الصحة. فى 2 فبراير، قام فريق تحقيق مشترك مؤلف من الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس ووزارة الصحة المصرية ومدينة السويس باستكشاف تيدا، مؤكدين أن منطقة تيدا آمنة تمامًا.
تولي الشركات الصينية فى مصر نفس الدرجة من الاهتمام فى مواجهة الأوبئة وتنفيذ كبرى المشروعات.. لفتت مواقع بناء المشروعات المصرية الكبرى التى أبرمتها الشركات الصينية أنظار الجميع بسبب وجود الآلاف من العمال الصينيين والمصريين الذين يعملون معا، مثل مشروع السكك الحديدية الخفيفة لمدينة العاشر من رمضان ومشروع منطقة التجارة المركزية للعاصمة الإدارية الجديدة يتم تطبيق تدابير أكثر شمولا وصرامة مثل إيقاف رحلات العمل أو العودة، واتخاذ إجراءات التطهير، بالإضافة إلى توجيه الموظفين لاختبار قياس درجة الحرارة يوميا وغيرها لتحقيق أقصى قدر من حماية صحة الموظفين الصينيين والمصريين، تجنبا أى تأثير سلبيعلى سير العمل والبناء أو مخاطر تتعلق بالوباء.
إن الشركات الصينية بذلت أعظم الجهود فى الوقاية لضمان التعاون السلس. وذلك يتضح فى الوعى بالوباء، والدقة فى العمل، والتدابير الصارمة، حيث توفر تجربة ناجحة للوقاية من الأوبئة ومكافحتها، مما يجلب ثقة كبيرة للتعاون الصينى المصرى فى مكافحة الوباء ومواصلة تعميق التعاون.. لن ننسى وقوف مصر حكومة وشعبا إلى جانب الشركات الصينية والمستثمرين الصينيين وكافة أشكال الدعم والفهم المتجه إلينا فى أصعب وأضيق وقت لمكافحة الوباء. نحن على استعداد للعمل مع مصر لهزم الوباء، وحماية التعاون الثنائى عن تأثير السلبى الناتج عن الوباء، هدفا إلى الإسراع فى تنفيذ مشروعات الاستثمار الصينية والمشاريع الكبرى فى مصر وتعزيز تنقلات الأفراد والتبادلات التجارية، متطلعون إلى آفاق أوسع ومستقبل واعد للتعاون الاقتصادى والتجارى بين الصين ومصر بعد احتواء الوباء.
<  وزير مفوض تجارى لدى مصر