خواطر

كيـف.. إلى منافســات كرويــة سـليمة ؟

جلال دويدار
جلال دويدار

كم أتمنى كمحب لنادى الزمالك بشكل خاص والمنافسات الكروية بشكل عام ألا يرتبط اسم القلعة البيضاء بتاريخها ومكانتها العريقة بالمشاكل والأزمات. ما أعنيه يتعلق بتطورات الأحداث المؤسفة التى شهدتها يوم الاثنين الماضى مباراة فريق الزمالك مع فريق النادى الأهلى العتيد بخلفيته التاريخية المليئة بالانتصارات.
ماحدث يعود وبشكل أساسى إلى سوء سلوكيات بعض لاعبى الفريقين. جرى ذلك وبصورة مشينة فى أعقاب مباراة السوبر المصرى الذى استضافته -حبًا فى مصر - دولة الإمارات العربية الشقيقة. من المؤكد أنه لو التزم هؤلاء اللاعبون بالروح الرياضية الصحيحة وبالانضباط الواجب ماكانت هناك فرصة لهذه الأزمة التى تعد نقطة سوداء فى الثوب الأبيض للكرة المصرية.
من ناحية أخرى ما كان يتحتم أن يكون العناد والسعى للتصادم واسلوب لىّ الذراع.. محورًا وسببًا لكل ماحدث. إن الانضباط كان ضروريا باعتباره من شيمة المنتمين للرياضة. وهو ما يحتم تجنب هذه السلوكيات. هذا يعنى أنه ولكى تتم الأمور بدون أزمات كان لابد أن يكون هناك تمسك بالقواعد واللوائح المعمول بها مع ممارسة الحق فى التظلم بكل الدرجات المتاحة. لا جدال أنه من الواجب البعد عن كل ما قد يؤدى الى الضغوط والتوتر والتعصب الذى يمكن ان تتعرض لها كل الأطراف.
فى هذا الشأن فإنه كان على السلطة الكروية المسئولة التعامل مع أسباب ومبررات ومطالب النوادى بالحكمة والتأنى بما يتفق والتقدير السليم. يأتى هذا خاصة فيما يتعلق بضرورة مراعاة متطلبات المسابقات ذات الطابع الوطنى الإقليمى والدولى توفيرا للراحة الجسدية والنفسية. ليس من الحصافة فى شئ اتخاذ مواقف حادة فى الوقت الذى لم يكن هناك ما يمنع من توافق جميع الأطراف بعيدا عن نزعة الاستسلام لروح العناد والتعصب واستعراض العضلات. فى اعتقادى ان هذه الأمة كان يمكن حلها من خلال التدخل الإيجابى من الأطراف ذات الصلة.
مايجب أن يقال أن أحداً لا يمكن أن ينكر أن ناديى الأهلى والزمالك كيانان عملاقان وبالتالى فإن على كل منهما مسئولية وطنية تتعلق بالحفاظ على الأمن والاستقرار. ومصالح لاعبيه وعدم اثارة جماهيره إن هذا يقضى بعدم اللجوء لما يدفع إلى التوتر والتعصب اللذين يعدان بكل المقاييس ضد الروح الرياضية السليمة والصحيحة.
إن ما نشهده على الساحة الكروية المصرية يتنافى ويتعارض مع مانتابعه بشأن هذا النشاط فى معظم الدوريات العالمية. حقا إنه شئ مؤسف ومحزن وغير مشرف ومشتت.. هذا الذى كان مسرحه إستاد القاهرة.
للخلاص من هذه المشاعر التى سيطرت علىها السلبية.. لم يكن أمامى سوى التحول إلى الفضائية التى تعرض منافسات كرة القدم الحقيقية المتمثلة فى الدورى الإنجليزى. المباراة الرائعة التى استمتعت بها كانت بين نادى ليفربول - الفرعون المصرى محمد صلاح.. ضد نادى وستهام يونايتد والتى انتهت ٣/٢ لصالح ليفربول.
احتواء الأزمة لا مخالفة اللوائح
تعليق سلبى لا يعنى شيئا الصادر عن وزير الرياضة حول موقف وزارته تجاه أحداث مباراة الأهلى والزمالك وما أحاط بها من ملابسات. إن أحدا لم يطالبه بمخالفة اللوائح والقوانين الكروية. كل ما كان يستوجب عليه القيام به.. هو التدخل الودى بصفته الوظيفية لاحتواء الأزمة قبل تفاقمها حرصا على صورة مصر وسمعة الكرة المصرية.