بدون تردد

الأمطار.. والمجتمع المدنى «٢/٢»

محمد بركات
محمد بركات

كانت التساؤلات التى طرحت نفسها فى ظل الأمطار الغزيرة التى تعرضنا لها فى الآونة الأخيرة، وما نتج عنها من غرق للقاهرة فى بحار من المياه، رغم التحذيرات المسبقة لهيئة الأرصاد،...، تدور حول دور المجتمع المدنى فى التصدي، للقضايا والمشاكل أو الأزمات الطارئة التى قد نتعرض لها.
وأشرنا إلى أن كل الشواهد تدعونا لإدراك غيبة الوجود الملموس للمجتمع المدنى بهيئاته ومؤسساته، عن مواجهة مثل هذه القضايا وتلك المشاكل والأزمات،...، وذكرنا أن الغياب كان أكثر وضوحا خلال واقعة الأمطار وما نجم عنها من آثار جسيمة.
ولتوضيح ذلك نقول إننا نعلم جميعا أن السبب فيما جرى وكان من الأمطار، هو عدم وجود شبكة لتصريف الأمطار فى القاهرة بكل احيائها القديم منها والجديد،...، وهذه المعلومة ليست جديدة ولا خافية على أحد منا أو من غيرنا.
ونحن نعلم فى ذات الوقت أن الحكومة تعلم ما نعلمه، ولكنها تقول إن التكلفة كبيرة وضخمة لإنشاء شبكة صرف الأمطار، وانها تبلغ فى أى تقدير متواضع كما كبيرا وعددا مرتفعا من المليارات من الجنيهات، وأن ذلك الكم قد لا يكون متوفرا لديها الآن كى تنفقه فى هذا الغرض، وفى مواجهة واقعة الأمطار الغزيرة التى قد نتعرض لها مرة أو مرتين على أكثر تقدير فى العام.
وهنا يأتى دور المجتمع المدني، إذا كان موجودا وإذا كان مؤثرا بمؤسساته وهيئاته،...، كان ومازال يستطيع المبادرة ببحث الأمر مع المختصين والخبراء ومع الحكومة أيضا، وكان يستطيع كذلك طرحه للنقاش المجتمعى العام، وتقديم وطرح المقترحات والبدائل على الحكومة والرأى العام.. بل وأيضا طرح المقترحات الخاصة بتوفير التمويل، مثلا الدعوة للمشاركة المجتمعية.. ولكن ذلك لم يحدث للأسف حتى الآن.