حبر على ورق

وداعا حسنى مبارك

نوال مصطفى
نوال مصطفى

تحية إعجاب وتقدير للرئيس عبد الفتاح السيسى الذى لم يخذل الشعب المصرى الأصيل، هذا الشعب الذى يحترم تاريخه، ويقدر قادته الذين أعطوا لوطنهم، وقدموا أنفسهم فداء لحمايته وصونا لكرامته، الأبطال الذين خاضوا الحروب وأسهموا فى نصر أكتوبر المجيد ومن قبله حرب الاستنزاف.
أصدر الرئيس السيسى قرارا بإقامة جنازة عسكرية لتوديع الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك قائد سلاح الطيران فى حرب أكتوبر وصاحب الضربة الجوية التى كانت العنصر الرئيسى فى نجاح عبور قواتنا خط بارليف المنيع.
أصدر رئيسنا الذى يجل ويحترم قادة الجيش المصرى العظيم قراره أيضا إعلان الحداد الرسمى لمدة ثلاثة أيام لرحيل الرئيس مبارك وهو قرار أسعد المصريين جميعا أو معظمهم إذا أردنا الدقة. فهذا الشعب يعرف الأصول، ويحب رؤساءه المخلصين الوطنيين مهما اعترض على أخطائهم، فلكل إنسان أخطاؤه، المهم هو هل أخلص هذا القائد لوطنه؟، هل فعل مثلما فعل رؤساء آخرون مثل بن على ومعمر القذافى من مسئولية العقاب؟.
لم يفعل الرئيس مبارك هكذا، رفض مغادرة وطنه، لأن شخصية القائد العسكرى تأبى أن تهين شرف الوطنية، وأخلاق العسكرية التى تربى عليها ونشأ على تقديسها.
لقد حزن الشعب المصرى على مبارك بطل حرب أكتوبر، وامتلأت صفحات فيسبوك بالكلمات والصور المؤثرة التى تعكس مشاعر نسبة كبيرة من الشعب الذى أحبه، واحتفظ له فى ذاكرته بإنجازات كبيرة لا يستطيع أن ينكرها إلا جاحد.
صحيح أنه أخطأ فى السنوات الخمس الأخيرة عندما تهاون فى إدارة البلاد وترك المسئولية أو جزءا منها فى أيدى الابن المرشح للتوريث، وهذا ما لم يقبله الشعب، لكن هذا الشعب يفرق بين الرئيس الوطنى والخائن ولم يكن مبارك يوما خائنا ولا متواطئا ضد بلاده.
كنت فقط أود لو أن جزءا من هذا التكريم المستحق للرئيس مبارك قد حدث فى حياته، كنت أتمنى أن يسترد أنواط الشرف العسكرية التى انتزعت منه بعد ثورة يناير 2011 وأن يطمئن قبل أن ينتقل إلى رحاب الله أن بلده وشعبه وجيش مصر يثمنون عطاءه ويحملون له كل التقدير.
لقد دفع الرئيس مبارك فاتورة غالية لأخطائه طوال السنوات التسع الماضية، وقف أمام القاضى فى المحكمة داخل قفص، ورد عندما نودى على اسمه: «ايوه يا فندم» مثل أى متهم. دخل سجن طرة وبكى وهو فى الطائرة الهليوكبتر التى نقلته إلى هناك تأثرا وقال: «أنا وطنى أحب مصر لن أتركها أبدا مهما حدث».
الغريب أن بعض الناس يستكثرون على الشعب المصرى الأصيل أن يترحم على رئيس وقائد عسكرى وأن يحزنوا عليه!، بل وينشرون على حساباتهم على فيسبوك كلمات تنضح بالكراهية والحقد على الرجل وهو بين يدى الله.
أقول لهؤلاء إن الشعوب العربية جميعا أو معظمها حزنت على مبارك، وأكبرت فى المصريين قيادة وشعبا حزنهم على رئيسهم الأسبق، الرؤساء الكبار لهم إنجازات عظيمة وأخطاء عظيمة أيضا.
رحم الله الرئيس الأسبق مبارك وأدخله فسيح جناته.