نقطة تحول

لماذا لا يمكن لأمريكا الانسحاب من العالم؟

هدى محمد سيد
هدى محمد سيد

هدى محمد سيد

تميزت استراتيجية الولايات المتحدة على مر سبعة عقود بتوافق الحزبين الجمهورى والديمقراطى على الدور العالمى لأمريكا ودعمهما لوضع القوات العسكرية والاقتصاد والتحالفات ومبادئ الحرية وحقوق الإنسان والديمقراطية والحفاظ على دور أمريكا التقليدى فى أوروبا وآسيا، يقول الكاتب توماس رايت فى مقاله بمجلة الشئون الخارجية إنه إذا فاز ترامب فى انتخابات الفترة الرئاسية الثانية المقبلة سيكون أكثر قوة، وفقاً لمقولته أمريكا أولاً، ويرى أن هناك نخبا سياسية تدعو إلى استراتيجية تخفيض بحيث تسحب أمريكا قواتها من جميع أنحاء العالم والحد من التزاماتها فى أوروبا وآسيا والانسحاب من حلف شمال الأطلنطى، ورغم اتباع أمريكا سياسة الاحتواء فى جميع أنحاء العالم بعد الحرب الباردة مثل الفرق بين الحرب والسلام فى فيتنام وبين سباق التسلح والحد منه بعد انهيار الاتحاد السوفيتى، وانتشار حلفاء أمريكا ليشمل دولا كانت عضوا فى حلف وارسو، ومثلما غيرت تركيزها من مواجهة الإرهاب والإصلاح فى الشرق الأوسط إلى منافسة مع الصين وروسيا، ويرى بعض المحللين أنه يجب على أمريكا الاعتماد على الأدوات الدبلوماسية والاقتصادية والسياسية، وانسحابها من حلف الناتو واستبداله بمنظمة اتفاق تعاون أمنى محدود مع خفض تعهداتها نحو اليابان وكوريا الجنوبية وتايوان، وقبولها مجالات التأثير الصينية والروسية، وهناك مخاوف من ان إستراتيجية الانسحاب وإنهاء التواجد العسكرى والتحالفات قد يزيد من مخاطر الانتشار النووى ومن نفوذ اليمين القومى المتطرف فى أوروبا ويؤدى إلى المنافسة الأمنية الإقليمية فى أوروبا وأسيا وازدياد كره الأجانب وتقويض الديمقراطية وتصبح هشة مثل بولندا، ولا يمكن مغادرة القوات الأمريكية العراق وسوريا خوفا من عودة داعش ولكن عليها إنهاء تواجدها فى أفغانستان، لذلك من الخطأ أن تتظاهر أمريكا بأن العالم لم يتغير، إن اللحظة أحادية القطب قد انتهت وأن المنافسة بين القوى العظمى حلت محل مكافحة الإرهاب كهدف للسياسة الخارجية الأمريكية.