بدون تردد

الأمطار.. والمجتمع المدنى!! «١/٢»

محمد بركات
محمد بركات

هناك سؤال يطرح نفسه علينا بإلحاح شديد، بمناسبة الأمطار التى هطلت علينا بغزارة خلال الأيام الماضية،..، ليس من حيث لا نحتسب ولا نتوقع، بل بسابق إنذار من هيئة الارصاد الجوية، ولكنها برغم ذلك أغرقت العاصمة بكل احيائها وطرقاتها، وغرقنا فيها جميعا مواطنين ومسئولين، ابتداء من رؤساء الأحياء وصولا إلى محافظ العاصمة.
والسؤال الملح ليس هو بالقطع.. لماذا أغرقت الأمطار القاهرة؟ ولا كيف غرقنا نحن ومعنا كل المسئولين فيها أيضا؟،..، فهذا معلوم مسبقا نظرا لحدوث ذلك من قبل عدة مرات، وأصبحت الأجابة المؤكدة هى.. غياب شبكة لتصريف الأمطار فى العاصمة كلها، سواء فى الأحياء القديمة أو الأحياء الجديدة.
ولكن التساؤل الذى يطرح نفسه يدور حول، ما إذا كان لدينا مجتمع مدنى قوى وفعال بمؤسساته وهيئاته أم لا؟،..، وإذا كان موجودا، فهل يقوم بالتصدى للقضايا المهمة والمشاكل العاجلة أو الأزمات الطارئة، التى نتعرض لها، ومنها على سبيل المثال الأمطار الغزيرة والقوية.. أم لا؟! وفى تصديه هذا.. هل يعكف على بحث ودراسة هذه القضايا وتلك المشاكل والأزمات بجدية مع المتخصصين والخبراء، وصولا لتحديد سبل التعامل معها واقتراح الحلول لها بعد طرحها للنقاش المجتمعى العام؟!
هذه التساؤلات فى تقديرى لا تحتاج إلى جهد كبير للبحث عن إجابة لها،..، حيث أن كل الشواهد والظواهر الطافية على السطح فى الشارع المصرى، من خلال المتابعة لشكل ومحتوى ممارسة الحياة اليومية للمواطنين، تدعونا لعدم التأكيد أو الجزم بوجود ملموس، لما يمكن أن نطلق عليه مجتمعا مدنيا فاعلا أو مؤثرا بهيئاته ومؤسساته.
ولكن ما هى الصلة بين هذا المجتمع المدنى.. والأمطار التى غرقت فيها العاصمة وأغرقتنا معها؟!
«للحديث بقية»