فى الصميم

«كورونا» على خط انتخابات أمريكا!!

جـلال عـارف
جـلال عـارف

لفترة طالت كانت أمريكا تتصرف على أنها بعيدة تماماً عن «كورونا» ومخاطرها. بل كان البعض يبنى حساباته على أن ما ستتحمله الصين من أعباء وخسائر فى مواجهتها لهذا الوباء يمكن أن يضعف منافستها لأمريكا خاصة فى الاقتصاد.
الآن.. تتغير الأوضاع بسرعة. انتشار «كورونا» فى الصين يتراجع نسبيا، بينما أصبح واضحا أن الفيروس الخطير نجح فى اختراق الحصار، وبدأت معدلات انتشاره خارج الصين تتضاعف بسرعة تنذر بالخطر، وبدأت تحذيرات منظمة الصحة العالمية بأن على العالم أن يكون مستعدا لأسوأ الاحتمالات.
فى أمريكا ورغم التطمينات الرسمية، بدأت الانتقادات تتصاعد، وبدأت صيحات التحذير بأن أقوى دول العالم غير مستعدة لمواجهة «كورونا» كما ينبغي. وأن القطاع الصحى العام غير جاهز، والقطاع الخاص غير مهتم. وأن معظم الأمريكيين لا يتمتعون بتأمين صحى لائق بعد الحرب التى تم شنها على برنامج الرعاية الصحية الذى أنجزه الرئيس السابق أوباما، والذى حاربه القطاع الطبى الخاص وشركات الأدوية العملاقة واعتبره الرئيس ترامب انحيازا للاشتراكية وإهداراً لموارد الدولة.
والنتيجة أنه لا يتمتع بالتأمين الصحى إلا ربع الأمريكيين، وأن العلاج خارج التأمين فوق طاقة الطبقات الفقيرة والمتوسطة، وأن مرشحا مثل السناتور «ساندرز» الذى يتصدر المرشحين الديموقراطيين حتى الآن يبنى برنامجه أساسا على توفير الرعاية الصحية والتعليم الجامعى المجانى ويستقطب الشباب ومحدودى الدخل رغم الهجوم عليه حتى من داخل المؤسسة الرسمية داخل الحزب الديموقراطى نفسه.
ماذا سيحدث لو غزت «كورونا» الولايات المتحدة؟ وهل ستكون المواجهة بحجم الإمكانيات الجبارة التى تملكها أمريكا.. أو بما انتجته صراعات السياسة والمصالح؟.. الأكيد -فى كل الأحوال- أن ملف الرعاية الصحية سيكون فى مقدمة عوامل الحسم فى انتخابات أمريكا.