فى الصميم

القانون.. أو الفوضى!!

جـلال عـارف
جـلال عـارف

ما شاهدناه، وتابعه الملايين فى مصر والعالم العربى، من أحداث هزلية انتهت بإلغاء مباراة الأهلى والزمالك لتخلف فريق الزمالك عن الحضور واعتباره منسحباً.. هو أمر لا يجسد فقط الحالة البائسة لكرة القدم فى مصر.. ولكنه يضعنا أمام النتائج المزرية لسنوات من العشوائية وتجاهل القانون حولت اللعبة الشعبية من مصدر لمتعة الملايين إلى صداع دائم، ومشاكل لاتنتهى، وملاعب بلاجماهير، وبلطجة تحتمى بالتعصب، وقبح يلتهم كل ما هو جميل فى مجال يفترض أنه ينتمى للرياضة بكل مافيها من سمو ونبل وانتصار لاخلاقيات الفرسان.
كنا نظن أن ما حدث فى مباراة «السوبر» فى أبوظبى سيجعل الكل يستفيق ويدرك حجم الخطر الذى أوصلتنا إليه الممارسات الخاطئة. وكنا نظن أن العقوبات الرادعة ستكون مجرد خطوة واحدة فالتعامل مع ماحدث. وأن الأهم سيكون فى أن تكون هناك «نوبة صحيان» تجعل الجميع يتحمل المسئولية ويعترف بالخطأ ويحاول الاعتذار عنه بكل الصور الممكنة.
لكن ما حدث فى مهزلة ستاد القاهرة أول أمس وما سبقها ولحقها من أحداث يقول بكل وضوح أنه لامجال لاستمرار هذه الأوضاع. وأن الخيار  أصبح ضروريا بين تطبيق القانون أو الفوضى. وأن أى تهاون فى هذا الشأن ستكون له أوخم العواقب.
لا مجال لاختلاق الأعذار كما يحاول البعض- ولا مجال للاستهانة بالأمر. العقوبات الرادعة لابد أن تطبق. والمواجهة الحاسمة لهذه العشوائية القبيحة لابد أن تبدأ. الكيانات الرياضية الكبيرة مثل الاهلى والزمالك لابد أن تكون النموذج فى تقديم الأفضل والأجمل  فى عالم الرياضة.. والأخطاء فيها لايجوز التسامح معها.
الأسوأ.. أن نسمع من البعض - بعد كل ما حدث- نفس الخطاب المستفز، ونفس المحاولات لخلط الاوراق وتعطيل القانون، ونفس الوسائل لاستثارة مشاعر التعصب لدى الجماهير. هذا كله ينبغى أن يتوقف. أقصى الردع القانونى لابد أن يتم. إما القانون أو الفوضى.