«مياه الأمطار» أغرقت الشوارع وقطعت الكهرباء بالسويس

غرق الشوارع
غرق الشوارع

تعرضت السويس لموجة من الأمطار الغزيرة، والتي لم تشهدها المدينة منذ 3 عقود، وفق ما سجلته أجهزة رصد كميات الأمطار التي سقطت على المدينة، وتركت ورائها شوارع غارقة، استدعت تنفيذ جهود مستمرة طوال الليل لتصريف المياه، لإعادة الشوارع الى طبيعتها.

 غرق الشوارع
وتسببت الأمطار في انقطاع التيار الكهربي عن بعض المنازل في ضواحي بورتوفيق، والسلام 1 و2 ومناطق متفرقة بحي الأربعين، وضواحي أحياء فيصل، إلا ان فرق طوارئ الكهرباء تحركت سريعا بعد تلقيها بلاغات الأهالي لإصلاح الخطوط والمحولات
واستغاث أهالي مدينة السلام، بمسؤولي حي فيصل بعد تراكم المياه والتي أغلقت مداخل الشوارع الرئيسية، والطرق التي تربط المدينة بطريق السويس – القاهرة.

وتابع اللواء عبد المجيد صقر محافظ السويس أعمال شفط مياه الأمطار المتراكمة بالشوارع سيارات الحي بالتنسيق مع الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي بمدن القناة والتي استمرت من مساء الاثنين وحتى صباح الثلاثاء بسبب كميات المياه التي خلفتها الأمطار الغزيرة.

وطالب اللواء عبد المجيد صقر من الحماية المدنية والشركة القابضة لمياه الشرب التنسيق مع الأحياء لتكثيف العمل وسحب مياه الأمطار من الشوارع وتصريفها.

 وأكد على استمرار أعمال سحب المياه، على مدار اليوم حتى يتم تصريفها بالكامل، تحسبا لسقوط أمطار جديدة في الساعات القادمة.
بينما على غير المعتاد، تركت الأمطار اثارا خفيفة على منطقة السخنة والأدبية جنوب السويس، كان أبرزها فقدان قائد سيارة نقل السيطرة على معجلة القيادة بسبب مياه السيل المندفعة من جبل عتاقة، وانحراف سيارته لتصطدم بكشك رسوم الطريق بمنطقة الأدبية، وأسفر ذلك عن إصابة شخصين، جرى نقلهما لمستشفى السويس العام وحالتهما مستقرة.

تأثير محدود
وقال الشيخ محمد خضير شيخ قبيلة العمارين المنتشرة في عدة قطاعات أرضية بالسخنة، إن مياه الامطار تجمعت في وديان " نعط " وخافوري وقصيب والرشراش" بجبل الجلالة البحرية، وتسببت في حدوث سيول متوسطة الشدة، حجمت تأثيرها السيول الموجودة بالمنطقة الاقتصادية لإقليم قناة السويس، ونزلت دون تأثير لتصب في مخرات السيل المتاخمة لخليج السويس أمام القرى السياحية.
وأضاف الشيخ خضير، أن بعض الوديان تمتد حتى حلوان والقطامية في القاهرة، وهي تصب مياهها في منطقة خليج السويس، فضلا عن تجمع السحب على المنطقة الساحلية، إلا ان تأثير الموجة الحالية يعد اقل من المتوسط، مقارنة بالموجات السابقة التي تعرضت لها السخنة وكبدت أصحاب المنشآت الصناعية والقرى السياحية خسائر مادية ضخمة


ودفعت ادارة مرور السويس، بعدة لجان مرورية على طريق السويس الأدبية والسخنة، لتسيير حركة السيارات والاتوبيسات التي تقل عمال المصانع والشركات، لتحقق سيولة مرورية في المناطق المنخفضة بالطريق والتي أغرقتها مياه الأمطار.
 
وقال مصدر مسؤول بمكتب الأرصاد الجوية في السويس، إن كمية الأمطار التي سقطت على السويس في الساعات الماضية سجلت على أجهزة القياس نتائج، لم يتم رصدها منذ 35 عاما.

وكشف المصدر أن كمية الأمطار التي تسقط يتم قياسها بجهاز صغير يشبه الوعاء مكون من قطعتين على شكل أسطواني، ويطلق عليه جهاز " تلتنج".

وأوضح المصدر غير المصرح له بنشر أسمه أن كمية الأمطار التي سقطت من الساعة 6:35 مساء الاثنين، وحتى الساعة 9:45 مساءا ذات اليوم سجلت 16.4 ملي، وهي كمية كبيرة جدا مقارنة بما يتم تسجيله في أوقات سقوط الامطار في موسمي الخريف والشتاء في الأعوام الماضية.

وأشار الى قياس كمية المياه المتجمعة في الجهاز في الغالب لا تتجاوز 1 ملي، وفي أشد الأيام مطرا خلال فصل الشتاء تسجل 3 ملي على الأكثر، ولم يسبق ان تم تسجيل تلك النتيجة في العقدين الماضيين.

واستطرد، أن محافظة السويس شهدت عام 1985 امطار غزيرة وصلت حد السيول على المدينة، وأغرق الشوارع، ووفقا للدفاتر القديمة لسجلات كميات الأمطار كانت النتيجة الأعلى في السنوات السابقة واللاحقة لذلك العام، ولم تشهد السويس أمطار مماثلة طوال عقدين من الزمن.