المسبار «سولار أوربتر» يرسل أولى البيانات العلمية

«سولار اوربتر» يرسل أولى البيانات العلمية
«سولار اوربتر» يرسل أولى البيانات العلمية

أطلقت وكالة الفضاء الأوروبية المسبار «سولار أوربتر»، في مهمة مشتركة مع وكالة «ناسا»، بتاريخ 10 فبراير 2020، وذلك بهدف دراسة الشمس، وكان أحد أجهزة المسبار العلمية وهو مقياس المغناطيسية أول جهاز يتم تشغيلها بعد أقل من 24 ساعة من عملية الإطلاق، وقد أرسل بيانات تظهر بأن المسبار قيد التشغيل ويعمل.

تهدف مهمة المسبار «سولار أوربتر»، إلى رصد بعض مناطق الشمس التي لم يسبق رؤيتها من قبل مطلقا بما في ذلك القطبين، وسيلقي نظرة جديدة على بعض الجوانب غير المفهومة قليلاً في نشاط الشمس، مثل تكوين الرياح الشمسية، وسيقدم المسبار أيضًا بيانات حول المجال المغناطيسي للشمس وكيفية نشوئه.

يحمل المسبار «سولار أوربتر» 10 أجهزة علمية؛ 4 منها تقيس خصائص البيئة المحيطة به، وخصائص الكهرومغناطيسية للرياح الشمسية، وهي تيار من الجسيمات المشحونة تتدفق من الشمس، والآن تم الحصول على أولى البيانات، حيث تبدو القياسات وأداء الأجهزة أفضل من التوقعات، وهذا تمهيد لدخول المسبار المرحلة العلمية، والمسبار «سولار أوربتر» قادر على قياس حقول مغناطيسية أصغر بآلاف المرات من تلك التي نعرفها على الأرض.

ووفقا لجمعية الفلكية بجدة، لذلك ونظرا لأن التيارات في الأسلاك الكهربائية للمسبار تجعل الحقول المغناطيسية أكبر بكثير تم وضع أجهزة الاستشعار في ذراع طويل مصنوع من (التيتانيوم / ألياف الكربون) بعيدا عن جسم المسبار، لإبعادها عن كل النشاط الكهربائي داخل المركبة الفضائية.

وأمضى العلماء وقتًا طويلاً في تطوير جهاز قياس المغناطيسية، وقد بدا الأمر جيدًا في جميع الاختبارات التي أجريت على الأرض، ولكن لا يمكن أبدًا معرفة كفاءته فعليا حتى وصوله إلى الفضاء.

وتتوفر ساعتان فقط من البيانات تشير إلى أن المسبار تصرف بشكل جيد وفعل كل ما طلب منه، حيث قام جهاز المغناطيسية بالتسجيل قبل وأثناء وبعد نشر ذراع المسبار، مما سمح للعلماء بفهم تأثير أجهزة المسبار على القياسات في بيئة الفضاء.

وتوضح البيانات كيف ينخفض ​​المجال المغناطيسي من المنطقة المجاورة للمسبار إلى حيث تم نشر الذراع فعليًان، وهذا تأكيد مستقل على أن ذراع المسبار نشرت بالفعل، وأن الأجهزة ستوفر بالفعل قياسات علمية دقيقة في المستقبل، وذراع المسبار امتدت إلى الخارج على مدى 30 دقيقة في 12 فبراير 2020، وتمكن العلماء من ملاحظة انخفاض مستوى الحقل المغناطيسي.

وفي البداية شاهدوا في الغالب المجال المغناطيسي الخاص بالمسبار، وفي نهاية العملية، حصلوا على أول نظرة على المجال المغناطيسي الأضعف بشكل كبير في البيئة المحيطة.

يساعد القياس قبل وأثناء وبعد نشر ذراع المسبار في تحديد وتوصيف الإشارات غير المرتبطة بالرياح الشمسية، مثل الاضطرابات القادمة من أجهزة المسبار.

وخضع المسبار لاختبارات مكثفة على الأرض لقياس خواصه المغناطيسية في منشأة محاكاة خاصة، لكن العلماء لم يتمكنوا من اختبار هذا الجانب بالكامل حتى الآن، لأن معدات الإختبار تمنع عادة من الوصول إلى المستوى المنخفض للغاية المطلوب من تقلبات المجال المغناطيسي.