أحلام مصرية جداً

د.مجدى يعقوب.. العطاء بلا حدود

نهاد عرفة
نهاد عرفة

هذا الرجل مازال يثير العالم بأخلاقه وإنسانيته فى زمن تناقصت فيه الأخلاق والإنسانية، أحد الرموز التى نفخر بمصريتها، رجل وقف فى مكان خاص بعيداً عن الصراعات والحروب، بعيداً عن ما يحدث فى عالمنا الحالى، يعالج القلوب من الداء، ويرسل رسالة حب لكل القلوب المتألمة، هوً صانع الأمل، صانع البسمة، صانع الفرحة التى كادت أن تختفى من الوجوه، رجل كلما تقدم فى السن يزداد نشاطاً وهمة وطاقة من العمل ليعطى مثلاً وقدوة للأجيال الجديدة، رجل سيذكره التاريخ بما لم يذكر به أحد، ملك القلوب الدكتور مجدى يعقوب الذى أثرنَا جميعاً بجملته الرائعة مؤخراً حين قال إنه لا يريد أن يموت وفى عقله معلومة لم يعطها لفريق عمله من الأطباء، ما كل هذا العطاء فى زمن قل فيه الوفاء. عقب تكريمه فى دولة الإمارات بوشاح محمد بن راشد للعمل الإنسانى لقاء جهوده فى العمل الخيرى والإنسانى وإنجازاته الطبية والعلمية النادرة، وعلى مدار الساعات الماضية امتلأت وسائل التواصل الاجتماعى بالآلاف من رسائل الحب والفخر له، حين ترك بريطانيا ليعود إلى مصر وهوَ فى كامل شهرته العالمية بعد أن أسس جراحة زراعة القلب ومركزاً لعلوم القلب بها، لم نكن نعلم أن فى قلبه كل هذا الوفاء لمصر، ويؤسس مركزا لعلاج وأبحاث أمراض القلب فى أسوان عام 2009، كان لى شرف زيارته فى بداياته، لأفاجأ بإصراره على استكماله مركزاً عالمياً تفخر به مصر لجراحات القلب للأطفال، وتحقق له حُلمه ليعيد من خلاله الأمل لقلوب المئات من الأطفال فى مصر والعالم وساهم فى إنقاذ أرواحهم، كون فريقاً من شباب أطباء القلب فى مصر يعطيهم من علمه وخبرته، ولم تقتصر إنجازاته على العمليات النادرة لجراحات القلب بل كللها بأبحاث متطورة باستخدام الخلايا الجذعية فى صمامات القلب، قصة نجاح تؤكد أن الإنسانية لا تشترى ولا تباع، والعطاء لا يُباع ولا يُشترى، وليظل د.مجدى يعقوب الذى نال لقب أسطورة الطب فى العالم من جمعية القلب الأمريكية ضمن أكبر خمس شخصيات أثرت تاريخ الطب فى العالم، شخصية استثنائية وأحد الرموز المصرية التى نفخر بها، وملحمة تاريخية فى التحدى والعمل والصمود والنجاح تُسطر للأجيال القادمة.