حريات

مجدى يعقوب.. ابن راشد.. وصناعة الأمل

رفعت رشاد
رفعت رشاد

يحكى فيلم «العدو على الأبواب» عن صمود مدينة ستالينجراد السوفيتية أمام الغزو الألمانى. كادت القوات الألمانية تحقق الانتصار وتسيطر على المدينة. أرسل الزعيم السوفيتى ستالين القيادى خروشوف لقيادة المقاومة. جمع خروشوف قادة المقاومة وصرخ فيهم أن يعطوه تصورا أو خطة لمواجهة الإعصار الألمانى، لكن أحدا لم يقنع خروشوف بأى تصور أو خطة، إلى أن نطق أحدهم بأنه لكى تستمر المقاومة وتنجح فى تحقيق النصر، لابد من زرع الأمل فى الناس.


إذن الأمل يجعلنا نستمر فى الحياة ونقاوم الصعاب ونتجاوزها بقدر كبير. هذا ما آمن به حاكم دبى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ونظم منذ سنوات قليلة مبادرة «صناع الأمل». أنشأ ابن راشد تنظيما أو لجنة لتلقى طلبات الاشتراك فى المبادرة التى كانت تخصص جوائزها لخمسة فائزين من كل الدول العربية يحصل كل منهم على مليون درهم إماراتى لصالح منظمته التى قامت بصناعة الأمل فى المجتمع الذى تنتمى إليه. فى العام الماضى فازت الزميلة الكاتبة الصحفية نوال مصطفى ـ من مؤسسة أخبار اليوم ـ بالجائزة عن أعمال جمعية أبناء السجينات التى تخدم من خلالها الأطفال المولودين لسجينات.


الجائزة الأخيرة كانت حدثا مصريا إماراتيا كبيرا، فقد كرم الشيخ محمد الدكتور المصرى مجدى يعقوب حامل لقب سير الإنجليزى وحامل وسام قلادة النيل. تضاعفت جائزة هذا العام مرات عديدة ووصلت قيمة المبلغ الذى حصل عليه مستشفى الدكتور مجدى يعقوب إلى حوالى 380 مليون جنيه مصرى، جاء نصفها من التبرعات الفردية والمؤسساتية والنصف الآخر قدمه ولى عهد دبى الشيخ حمدان بن محمد بن راشد. لم يكن بين المتبرعين من مصر إلا سميح ساويرس ـ 6 ملايين درهم ـ والممثل أحمد حلمى ـ مليون جنيه مصرى ـ.


هذا الحدث الإيجابى الكبير لم يحظ بتغطية إعلامية مناسبة لحجمه وقيمته لأن مباراة الأهلى والزمالك طغت عليه، بينما يجب أن نتوقف كثيرا أمامه آملين أن يكون لدينا مثل هذه المبادرات فى مجتمع يحتاج إليها أفرادا ومؤسسات. هل يمكن أن نتصور مبادرة لصناعة الأمل فى مصر وتدفع القادرين للتبرع وتسهيل الحياة على الفقراء؟.


إن الحياة الإيجابية تقوم على الأمل وعندما قام د.مجدى يعقوب ببناء مستشفى فى أسوان فقد أعطى أملا لمرضى القلوب لكى يأملوا فى الاستمرار فى الحياة وهو الذى ترك وراءه تاريخا مجيدا فى انجلترا وحقق إنجازات طبية غير مسبوقة لدرجة أن تم تعديل قانون الألقاب خصيصا لكى يمنحوا د.مجدى لقب سير أو فارس الذى لم يكن يحصل عليه إلا حاملو الجنسية البريطانية. إن الأمل قوة إيجابية دافعة تحث الأفراد على العمل والنشاط فى ظل الظروف الصعبة وهو عكس اليأس الذى يجعل الشخص يشعر بأن جهوده نتيجتها الفشل ويكون لديه توقعات سلبية تجاه المستقبل. ما أحوجنا لبث مشاعر الأمل بيننا.


شكرًا د.مجدى يعقوب فخر مصر وأحد صناع مكانتها وقيمتها بين دول العالم.