كلمة والسلام

بين الأهلى والزمالك

سعيد الخولي
سعيد الخولي

كانت صباح تغنى للكبيرين معا: (بين الأهلى والزمالك محتارة والله.. حب الأهلى والزمالك حيرنى والله).. هكذا غنت منذ نصف قرن وقد كان فى الإمكان بعض من القدرة على الجمع بين الغريمين اللدودين والغناء لهما فى أغنية واحدة.
الآن لم يعد بالمستطاع جمعهما فى جملة مفيدة تحض على التشجيع المتزن بعد شعارات ساخنة يتبادلها الجمهوران من نوعية: الأهلى فوق الجميع.. الزمالك هو الحياة.. وصار اللعب بين الناديين غير متاح بالجماهير إلا بأن يلعبا خارج حدود الوطن.
ولا شك أن كلا الشعارين أسس تطرفا، ظهرت آثاره فى المدرجات بين المشجعين فى مواجهة مشجعى الفرق المنافسة، ولعل كارثة الأربعة والسبعين شهيدا من الأهلاوية فى بورسعيد والاثنين والعشرين شهيدا الزملكاوية فى الدفاع الجوى وأخيرا الأحداث المؤسفة فى مباراة السوبر بينهما بالامارات وتصرفات اللاعبين المخجلة ـ كانت نتيجة منطقية وحتمية لتلك المواجهات والتلاسنات والتهديدات، خاصة أن من يرددون تلك الشعارات شباب وصبية يتحكم فيهم التعصب ويعبرون عن ذلك بشماريخهم وألعابهم النارية حين يسمح لهم بحضور المباريات.
وللأسف تمتلئ المطبوعات الرياضية هنا وهناك بترديد وترويج مثل تلك الشعارات، ومع توافر ظهير إعلامى قوى للطرفين بعد ظهور قناة الزمالك الرياضية وقبلها منذ سنوات قناة الأهلى تتزايد حملات التلاسنات والاشتباكات الفضائية على ألسنة من يفترض فيهم التعقل، والتى تترجم على مواقع التواصل الاجتماعى بمعارك كلامية وافتكاسات بالصوت والصورة، تزداد خطورتها مع العائد المادى لها كلما زاد عدد متابعيها ومعجبيها، وتكون النتيجة الحتمية هى استحالة عودة الجماهير للملاعب التى تزدهى جمالا بمدرجاتها ومنشآتها وتقنياتها وتنتحب غضبا لخلوها من الجماهير التى تتبارى فى الغرب تشجيعا رائعا، وتتقاطع عندنا قطيعة بائنة ولا تدرى عن الروح الرياضية إلا كلمة منزوعة الروح بين أبناء الوطن الواحد.
الأهلى والزمالك ليست قضية رياضية بقدر ما هى قضية اجتماعية فى حاجة ماسة لحوار مجتمعى للوصول إلى ميثاق شرف رياضى، وحبذا لو بدأ الميثاق بنصوص ملزمة للقناتين المعبرتين عن الناديين لمن يثير أو يتناول مسئولى الطرف الآخر، وبعدها يمكن أن نعرف شيئا اسمه الهدوء بين الأهلى والزمالك.

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي