الخروج عن الصمت

زكى عمر يشدو بشدى حيلك يا بلد

محمد عبد الواحد
محمد عبد الواحد

بقلم / محمد عبد الواحد

فى طريق خيرى حسن تمشى كلما خط بقلمه فأنت تسير من بداية القصة إلى نهايتها، فهو يمسك بيدك حتى تنتهى سطور كلماته لا تشعر بنفسك إلا وأنت تلتهم ما كتبه. فأرواح على الهامش خيرى أراد بها أن يعيد الحق لأهله بعد أعوام من الظلم حيث سلبهم المجتمع موهبتهم وتركهم دون أن يشعر بهم أحد.
فما جعلنى أكتب هى جولات خيرى فى البحث عن الحقيقة لتوثيق ما كتبه خصوصا وأن قصائد زكى نسبت لشاعر آخر ووضع اسمه عليها، فخيرى هنا يحاول جمع كل ما كتب وما قيل عن زكى.
فمثلا فى أرشيف الأخبار يجد بين أوراقه ما كتبته الأستاذة سناء فتح الله فى ١٣ نوفمبر ١٩٧٣ عن العرض المسرحى الذى كان يعرض على مسرح الطليعة تحت اسم شد حيلك يا بلد وقالت هو نفسه النص المسرحى (الشرارة) الذى كانت تقدمه فرقة المنصورة المسرحية منذ سنوات فى مدينة المنصورة وهو من أشعار زكى عمر وألحان الملحن الشاب أحمد متولى وإخراج محمود حافظ وينقل مقولة الأستاذة سناء عن انتقال العرض لمسارح القاهرة ٧٣ وليته قدم بألحانه الصافية التى كانت أفضل من اللحن الذى قدم به. ثم يوثق مرة أخرى بندوة عرضت تحت رعاية دار نشر لإحياء ذكرى زكى عمر حيث تلاميذه ومحبيه وحضور أسرته لإلقاء الضوء على حياته وأشعاره حتى يصلوا إلى ذلك النداء الذى أطلقه بعد نكسة ٦٧ مدد.. مدد شدى حيلك يا بلد، ويواصل خيرى جمع القصاصات التى كتبت ومنها أيضا تحت عنوان تفرغ مؤلف شدى حيلك يا بلد حتى يأتى بعد ذلك الخبر أصدر الدكتور محمد إبراهيم دكرورى محافظ الدقهلية قرارا.. بتفرغ الشاعر زكى عمر من عمله فى تفتيش زراعة دكرنس حتى يواصل إنتاجه الشعرى لمسرح المنصورة القومى بعد نجاح مسرحيته الشرارة، وشدى حيلك يا بلد، اللتين مازالتا تعرضان على المسرح الحديث بالقاهرة ومسرح المنصورة، حيث يكتب زكى نصا مسرحيا شعريا بعنوان (كفر الأعجر) دقهلية، النص يخرجه عبدالغفار عودة مخرج مسرحية شدى حيلك يا بلد لمسرح المنصورة.
وتتوالى الشهادات التى يوثق بها خيرى حق القصيدة لصاحبها رغم اننى أرى أن تجميع كتابات واعترافات أدباء ومفكرين لن يعيد لزكى عمر ما سلب منه إلا أنه يعيد لأهله بريقا من الأمل بعد ظلم ادبى ومادى طالهم لسنين كسنين الغربة التى طالت والدهم. وإن كنت أرى أن الظلام يخفى وراءه النور الحقيقى فلابد من نهار يأتى ينجلى نوره ويسطع بالخير على الجميع.