«اخطبني شكرًا».. رحلة للبحث عن ابن الحلال في «العالم الافتراضي»

«اخطبني شكرًا».. رحلة البحث عن ابن الحلال في «العالم الافتراضي»
«اخطبني شكرًا».. رحلة البحث عن ابن الحلال في «العالم الافتراضي»

«اخطبني شكرًا».. باب خلفي للنصب على الفتيات واستنزاف مشاعرهن وابتزازهم

«اخطبني شكرًا».. من فرصة «البحث عن ابن الحلال» مزيفة إلى «وسيلة تقليل العنوسة»!

- «سامية خضر»: مضيعة للوقت وملاهاة.. لكنها تنجح بـ«شرط»

- و«هالة منصور»: يقوم على علاقات تستنزف مشاعر الفتيات وتبتزهم بصورهم

 

تطورت أساليب الزواج في عصرنا الحديث، وباتت مواقع التواصل الاجتماعي أو السوشيال ميديا ساحة خصبة للبحث عن رفيق الحياة بين الجنسين، بعد أن تراجعت الطرق التقليدية للتعارف والزواج مثل دور الخاطبة، في ظل احتلال التكنولوجيا الحديثة والانترنت المشهد، وكونه المتحكم الأول في حياتنا.

 

اخطبني شكرا

 

وانتشرت جروبات وصفحات على موقع فيس بوك تحمل عنوان «اخطبني شكرًا» وساتجوزني شكرًا» وتحولت إلى ساحة للتعارف وإنشاء علاقات اجتماعية قد تتحول إلى قصص حب رومانسية في وقت قصير، وسرعان ما تتحول العلاقات الافتراضية إلى حقيقية، وتنتهي في أوقات كثيرة بطلب اليد أو الزواج.

 

 

ورصدت «بوابة أخبار اليوم»، فكرة جروب «اخطبني شكرا» على فيس بوك، كحلقة وصل بين الشباب والفتيات للزواج، كما ناقشنا خبراء حول هذا الأمر، من إيجابيات وسلبيات، وهل يعد إحدى وسائل إنشاء علاقات اجتماعية سليمة كرابط اجتماعي جديد وسليم، ومساهمته في تقليل العنوسة بين الجنسين.

 

فكرة الجروب

 

فكرة الجروب وفقًا- للقواعد الموضوعه من مدشنتيه-، تقوم على على التعامل بعطف وتسامح، وتوفير بيئة تُرحب بالجميع بمعاملة الجميع بكل احترام في ظل مناظرات صحية وجو من التسامح، وعدم استخدام خطاب يحض على الكراهية أو توجيه مضايقة من أي نوع، مع عدم التهاون مع التعليقات المتدنية بشأن أمور مثل العرق أو الدين أو الثقافة أو الهوية الجنسية أو الجنس أو الهوية، فضلا عن احترام خصوصية الجميع، فضلًا عن توافر الثقة المتبادلة والمناقشات التعبيرية والحقيقية.

 

 

ملهاة ومضيعة للوقت

 

وتعلق الدكتورة سامية خضر، أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس، حول سياسة هذا الجروب، قائلة: لا بأس بوجوده كنادي اجتماعي للتعارف وتبادل وجهات النظر، لكن شعاره أو عنوانه «صادم»، لأن من المعروف أن التعارف له ألف طريقة، لكن العلاقات الاجتماعية والزواج لها أصول وقواعد اجتماعية لا يمكن التغاضي عنها، أو تجنبها في مثل هذه الأمور.

 

وأضاف «خضر» لـ«بوابة أخبار اليوم»: حتى يبقى هذا الجروب وسيلة فاعلة للتعارف واللقاء ومن ثم إنشاء علاقات عاطفية سليمة تتكلل بالزواج، نحتاج وجود القيم في سلوكياتنا وطريقة كلامنا وتعارفنا، موضحة أن هذه التفاعل للتعارف «ظريف» لكن يجب أن يكون بطريقة تليق بالمعاملات الإنسانية السليمة، لأنه يحمل نوع من الاستجداء والتحايل والدونية على الشباب، لإتمام التعارف والتقارب، متابعة: لذلك أرفض هذا الأمر.

 

وأشارت أستاذة علم الاجتماع إلى أن من يتزوجون عبر «السوشيال ميديا» أو الإنترنت تفشل علاقتهم سريعًا لأنه تكون قائمة على الأوهام والانطباعات غير الحقيقية، حيث أن التعارف بين أي شخصين يستلزم الاستلطاف والتفاهم، ويجب أن يكون اللقاء بينهما بمعرفة الأهل ومباركتهم، لأن إذا تم ذلك ولم تحدث فرصة للتفاهم فلا يوجد مشكلة، أما غير ذلك فيتحول الأمر إلى "مضيعة للوقت" وملاهاة تُحدث مشكلة اجتماعية كبيرة نحن في غنى عنها، فيجب أن يلتقون وجهًا لوجه بمباركة الأهل أو عائلة، وعلى أي فتاة تريد البحث عن فرصة زواج عبر الإنترنت، أن تضع لنفسها أسس وقواعد تلتزم بها وتحفظ كرامتها ليكون هذا شكل من أشكال التعارف الجاد.

 

 

وذكرت أن الزواج على الإنترنت، يحدث وينجح، ولكن لأشخاص أصحاب عقلية واعية قادرة على أن تنتقي الشخص المناسب، متابعة: ليس هناك حب عبر الإنترنت، فهو بمثابة «أحلام مرضية» لأنك الحب يحدث بين شخصين من لحم ودم، ويأتي بعد فترة من التعارف والتوافق حتى يكون الاثنين شركاء حياة واحدة سليمة وناجحة.

 

كذب وخداع

 

فيما قالت الدكتورة هالة منصور، أستاذ علم الاجتماع بجامعة بنها، إن التعارف عبر الإنترنت «وهم»، حيث أن هناك كثير من الناس يضعون في ملفاتهم معلومات وصورا مغايرة عن الحقيقة، كما يكثر الكذب عليه دون التأكد من مصداقية الآخرين، موضحة أن التعارف والزواج على الإنترنت «غير مستحب» لأن السوشيال ميديا عالم غير حقيقي يكثر فيه الكذب والإدعاءات الباطلة والبطولات الزائفة.

 

وأوضحت «منصور» لـ«بوابة أخبار اليوم»، أن هناك خطوات للتعارف والتواعد بين الجنسين مختلفة تمامًا عن الطرق التقليدية، فمن كان يريد التعرف على فتاة في الماضي كان يذهب للمنزل أو مكان عام أو مطعم أومع الأصدقاء، أما الأن فأصبحت الهواتف الذكية الوسيلة الأكثر فاعلية وسهولة، لكنها لم تخلق علاقة ناجحة قائمة على اللقاء والمواجهة وجها لوجه، بل عبر العالم الافتراضي الممتلىء بالعيوب.

 

 

وأشارت إلى أن هناك إحصائية تقول أنه يكذب 82% من الناس عند محاولاتهم التعرف على أشخاص آخرين عبر الانترنيت، فالنساء يكذبن حول وزنهن مثلا والرجال حول مرتباتهم الشهرية وأوزانهم أيضا، إضافة إلى وضع أو إرسال صور غير حقيقة لهم، أو صور محسنة، لذلك عن اللقاء يشعر الطرفين بالغربة، ويكتشفون أنهما كانا يحادثا أشخاص أخرى، فضلًا عن أنه لا يمكن الثقة المطلقة بمن يجلس خلف كومبيوتر بمكان ما، ومدى الجدية في التعارف والزواج، لافتة إلى أن البعض يتخذ هذه الجروبات والصفحات كباب خلفي للنصب على الفتيات واستنزاف مشاعرهن وابتزازهن بصورهن من أجل المال.

 

ونصحت أستاذة علم الاجتماع، الفتيات بالبعد عن هذه العلاقات، مع الحرص على إنشاء علاقة سليمة قائمة على روابط ناجحة وبمباركة الأسرة.