السودان يعبر محنته.. رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي ساهمت في الحفاظ على كيان الدولة

الرئيس السيسي مع قادة أفريقيا لدعم السودان
الرئيس السيسي مع قادة أفريقيا لدعم السودان

- القاهرة لعبت دورا فعالا فى تحقيق التوافق بين الفرقاء

يربط السودان بمصر علاقات أزلية. لا يمكن التلاعب بها أو العبث فى أواصرها.. شعب وادى النيل أشقاء منذ فجر التاريخ، وألم السودان تشعر به مصر والعكس صحيح. تقدم مصر دعما غير محدود للأشقاء السودانين لعبور محنتهم، تقف الدولة السودانية على أرض صلبة وتعبر نحو الدوله المدنية الحديثة متحررة من أخطاء حكم الإخوان، تستعيد علاقتها الدولية بسرعة بعدما تغيرت سياسة السودان وبدأت فى علاج أزمات الماضى والانخراط فى علاقات دولية تبشر بعودة قوية للدولة السودانية سواء على مستوى حل أزمته الاقتصادية أو خروجه من دائرة الدول الداعمة للإرهاب والانطلاق نحو ادوار مؤثرة فى المحيطين الافريقى والدولى.

لم يكن قول الفريق ياسر عطا رئيس اللجنة السياسية فى المجلس العسكرى الانتقالى السودانى  إن «مصر لعبت دورا محوريا فى حل الأزمة السودانية» سوى تأكيد للدور الذى لعبته القاهرة من أجل مساعدة السودان فى تجاوز أزمته السياسية عقب المظاهرات الحاشدة التى أطاحت بالرئيس السابق عمر البشير.


كان التحرك المصرى الفعال لمساعدة الشعب السودانى فى تجاوز أزمته السياسية، ينطلق من دور مصر التاريخى  فى دعم السودان الشقيق من ناحية ودورها كرئيس للاتحاد الأفريقى خلال العام الماضي.


ومع تصاعد الأزمة السودانية  دعا الرئيس عبد الفتاح السيسى فى أبريل 2019 إلى عقد قمة إفريقية مصغرة  بحضور 13 رئيس دولة ومسئولا أفريقيا لمناقشة تطورات الأزمة السودانية، حيث نجح الرئيس السيسى فى إقناع المشاركين بتمديد المهلة الممنوحة من الاتحاد الأفريقى للمجلس العسكرى الانتقالى الحاكم فى السودان فى ذلك الوقت من 15 يوما إلى 3 أشهر يستطيع خلالها الوصول إلى توافق مع قوى المعارضة وتشكيل حكومة مدنية. 


وكان تأكيد الرئيس السيسى منذ البداية أن مصر تدعم خيارات الشعب السودانى للحفاظ على الدولة وموقفها الاستراتيجى الثابت تجاه دعم استقرار وأمن السودان وشعبه الشقيق، أهم عوامل نجاح الدور المصرى فى معالجة الأزمة السودانية حيث استطاعت مصر كسب ثقة الفرقاء السودانيين وهو ما اتضح فى استضافة القاهرة للعديد من جلسات الحوار والمفاوضات بين القوى السودانية المختلفة، سواء بين المجلس العسكرى وقوى الحرية والتغيير الممثلة للمتظاهرين، أو اجتماعات الجبهة الثورية السودانية التى تضم عدة فصائل مسلحة سودانية تعمل تحت لواء «نداء السودان» أحد المكونات الرئيسية لتحالف قوى الحرية والتغيير. 


وفى الرابع من أغسطس 2019 نجحت وساطة الاتحاد الأفريقى برئاسة مصر فى التوصل إلى اتفاق بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكرى الانتقالى فى السودان  بشأن التوقيع بالأحرف الأولى على وثيقة الإعلان الدستوري.


وفى الشهر نفسه استضافت القاهرة جولة  محادثات بين قوى الحرية والتغيير، والجبهة الثورية بالسودان، بهدف إشراك الجبهة الثورية السودانية فى المسار السياسى بعد تحفظها على الاتفاق الذى توصل إليه تحالف قوى الحرية والتغيير مع المجلس العسكرى الانتقالي. 


وفى ذلك الوقت قال «التوم هجو»، القيادى بالجبهة الثورية إن اجتماعات القاهرة «تأتى فى إطار الدعم والمساندة من مصر باعتبارها رئيسا للاتحاد الأفريقي».


وقال مدنى عباس مدنى، القيادى البارز بقوى إعلان الحرية والتغيير، إننا «نؤكد الدور الذى قام به الأشقاء فى مصر فى دعم عملية السلام فى السودان»


ووجه ياسر عرمان، القيادى البارز بالجبهة الثورية السودانية، الشكر لمصر وقيادتها وشعبها الذى كان مع الشعب السودانى فى كل الأوقات. 


كما أكد الفريق أول محمد حمدان دقلو «حميدتى» نائب رئيس المجلس العسكرى الانتقالى السودانى فى ذروة الأحداث تقدير بلاده لدور مصر الداعم للسودان، «خاصة من خلال رئاستها الحالية للاتحاد الإفريقي، والذى يساهم بشكل فعال فى دفع الجهود القائمة لمؤازرة السودان على النجاح فى تحقيق استحقاق المرحلة الراهنة».


ورغم أن كل الأنظار كانت تتجه إلى ما يجرى فى الشارع السودانى  خلال عام 2019 الذى شهد الإطاحة بحكم البشير ثم المواجهة بين المجلس العسكرى الانتقالى  الذى تولى مقاليد السلطة خلفا للبشير، وقوى الحرية والتغيير الممثلة للتيارات المدنية فى السودان، كانت مصر تسعى أيضا إلى إنهاء الصراع المسلح فى جنوب السودان من خلال رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى وحرص الرئيس السيسى على تفعيل مبادرة «إسكات البنادق فى إفريقيا» وهو ما نجحت فيه الجهود المصرية بالمشاركة مع جهود الدول الإفريقية الأخرى ليتم التوصل إلى اتفاق سلام بين الفرقاء فى جنوب السودان.


ففى مايو الماضى  استقبل الرئيس السيسي، رئيس جنوب إفريقيا الأسبق ورئيس آلية الاتحاد الإفريقى المعنية بالسودان وجنوب السودان  ثامبو مبيكى حيث أكد الرئيس السيسى إيلاء مصر أهمية قصوى لدعم الاستقرار والسلام و»إسكات البنادق» فى السودان فى ضوء العلاقات التى تربط بين البلدين، مشددا على أهمية «إسكات البنادق» وبحث سبل تقديم المعونة والمؤازرة للسودان، لمساعدته على إنهاء المرحلة الانتقالية بنجاح والوفاء بطموحات الشعب السودانى المشروعة.


وكان الحضور المصرى فى حفل توقيع الوثيقة الدستورية التى أنهت الأزمة السياسية فى السودان تأكيدا للدور الذى لعبته مصر كرئيس للاتحاد الأفريقى وكدولة شقيقة للسودان خلال تلك الأزمة.