بسم الله

الفن الجميل

د. محمد حسن البنا
د. محمد حسن البنا

الكلمة تبنى أمة، والكلمة تهدم أمة، ليس هذا لغزا، لكنه الحقيقة، الكلمة الطيبة صدقة، وتبنى حياة جديدة، أما الكلمة الخبيثة فإنها تهدم أمة. وليس غريبا أن يهب الشعب كله ضد الكلمات الخبيثة التى يروجها بعض المؤدين ممن يطلق عليهم أغانى المهرجانات، والتى تدعو إلى الفسق والفجور، وإذا كان البعض يروج لانتشار هذه الأغانى ويؤكد على ذلك بانتشارها فى المجتمع، وإقبال 80 ألف مشاهد فى استاد القاهرة ليسمعها، أقول لهم حكاية حدثت بالفعل، قيل للأديب الكبير عباس العقاد لو نزلت ميدان التحرير، ونزل شكوكو معك التف الناس حول شكوكو وتركوك، قال، ولو نزل شكوكو ونزلت راقصة، التف الناس حول الراقصة وتركو شكوكو!.
أقول هذا وقد تلقيت رسالة من القارئ العزيز نصر اللوزى يعلق فيها على أغانى المهرجانات، يقول: الكلمة الممزوجة بالموسيقى بمختلف أدواتها لها دور فعال بل وأساسى فى بناء كيان الإنسان، وتهذيب أحاسيسه، والتأثير على سلوكه وتنمية قدراته العقلية والفكرية. الكلمة على شفاه وهبها الله جمال الصوت وعذوبة أحباله، وصدق أحاسيس القلب بها، ،والانتقال بالمعانى إلى حيث نياط القلب، هى خير أداة للنهوض بالفرد والمجتمع تحت مظلة الإنسانية بكل معالمها السلوكية. لقد ساهمت الكلمة الممزوجة بالموسيقى فى إنجاح الثورات التحررية، فكانت وقودا لكل إنسان يعشق الحرية، وكانت خير أداة للنهوض بسلوك المجتمع.
ما نراه اليوم مصيبة بكل ماتعنى الكلمة من هدم للقيم والمبادئ والمثل والأصول العربية النبيلة. وللأسف يتم ذلك برعاية العشوائية الغوغائية الهدامة. كما أن تغلغل تلك الأغانى الهابطة إلى ساحات دور التعليم بكافة مراحلها وتخصصاتها فساهمت فى قتل الذوق لدى جيل مازلنا نحلم انه الامل فى مواصلة مسيرة التقدم والازدهار لمصرنا الغالية. على الدولة بكل أجهزتها أن تحاصر هذه الظاهرة، وأن تحافظ على الفن الجميل الذى يسمو بالروح.
دعاء: اللهم احفظ مصر من الفساد والفاسدين ومعدومى الأخلاق