حق ربنا

لو بتحب ولادك

عصام حشيش
عصام حشيش

سألت صبىا فى الثانية عشرة من عمره كم عدد ركعات صلاة الفجر؟. فهالنى أن قال أربعة.. وسألت صبيا آخر أصغر منه فى العاشرة نفس السؤال فقال عشرا وقال ثالث خمسا.. وطبعا ذهلت لأنى تصورت أن هذه المعلومة البسيطة لن تغيب عن أحد.. واستأنفت هل تحفظون شيئا من القران فلم أجد معهم إلا الفاتحة وعندما طلبت من أحدهم أن يتلوها سمعت منه قرآنا عجبا..

وتساءلت عن موقف الآباء من هذه المصيبة لو كانوا يعتبرونها مصيبة.. هل يعلمون أنهم رعاة ومسؤلون عن دين اولادهم حتى يكونوا سببا فى دخولهم الجنة.. هل يعلمون أن هؤلاء الأبناء أنفسهم سيمسكون بتلابيب آبائهم يوم القيامة ويطلبون من الله أن يقتص لهم منهم.. فقد جاء الآباء لهم بكل ما يحتاجونه فى دنياهم ولكنهم لم يأتوا لهم بأهم شىء وهو الدين.. فلم يعرفوا حق ربهم ولم يعظموه فى حياتهم فهانت عليهم أوامره وتجاهلوها..

التفتوا لدنياهم القصيرة ونسوا آخرتهم الطويلة.. وقتها سيندم الآباء أشد الندم على هذا الخطأ الفادح عندما يرون أبناء آخرين يلبسون آباءهم تاج الوقار فى الجنة لأنهم غرسوا فيهم منذ الصغر حب الله ورسوله ورسالته.. فيا من أهملت انتبه واستدرك واجتهد فى تعليم قيم الدين وتعاليمه لأبنائك.. فالعاقبة عند الله وخيمة..


الخجل من الله،،
أحيانا أشعر بالخجل من الله وأنا أدعوه.. نعم.. أنظر إلى دعائى أجد أغلبه مطالب دنيوية.. أريده ان يشفينى ويزيد فى رزقى ويقضى حاجاتى ويبارك فى أولادى ويصلح بالى ويرحم والدى.. قليل ما أدعوه لنصرة الإسلام وأن يستخدمنى لرفعة دينه.. غائب عن دعائى أن يمكننى من مساعدة ملهوف أو نصرة مظلوم وأن يجعلنى سبببا لإدخال السرور على قلوب الناس.. مالى وكل دعائى لنفسى أو لأولادى وأسرتي.


إن الله إذا أحب عبدا شغله بدينه وإذا أبغض عبدا شغله بدنياه.. وأجد دعائى إلى الله أغلبه دنيا وليس دينا.. والله أشعر بالخجل لأنى أرفل فى نعم الله وأطلب المزيد منها ومع ذلك لا أؤدى شكرها.. فالواجب أن ادعو لنفسى ولعامة المسلمين فى الشرق والغرب أن يجمع الله شملهم ويوحد كلمتهم وينتصروا لدينهم ويرفعوا رايتهم ويحقق آمالهم فهذا من الإيمان.. والنبى صلى الله عليه وسلم يؤكد ذلك عندما يقسم بالله أنه لا يؤمن الإنسان حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه..


يارب وفقنى

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي