عطر السنين

خالى العزيز.. وداعا

ميرفت شعيب
ميرفت شعيب

نحيا حياتنا لاهثين تغرنا الدنيا بمباهجها الزائفة وكأن الموت بعيد رغم ان مقولة الامام على بن أبى طالب البليغة (اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا) مع ان حياتنا دار اختبار نبتلى فيها بالتحديات وبالامراض وبكل المواقف الصعبة التى تواجهنا لكى يقيمنا الله عز وجل فأما من احسن عملا فيجازيه بالجنة التى تجرى من تحتها الانهار وأما من اطمأن للدنيا ولم يعمل لآخرته فسوف يجد يوم القيامة يوما عصيبا.
تلهينا الحياة بما فيها من ايام مرة وايام حلوة حتى نتناسى يوم الحساب إلى ان نواجه فقد الاعزاء فيتركون فراغا لا يمكن ملؤه فنتذكر ان الموت قريب فلنعمل للحياة الآخرة تذكرت حديث الموت مع رحيل خالى العزيز وكيف اننا نعيش مطمئنين لوجود الاعزاء حولنا وكأنهم مضمونون مدى الحياة حتى تحين لحظة رحيلهم لنكتشف ان الحياة تغرنا وكأن ايامنا ممتدة على هذه الارض وكأن لحظة الفراق لا تزال بعيدة وما هى ببعيدة فربما تأتى بعد ثوان.. رحل خالى العزيز الاستاذ ابراهيم لبيب الذى كان عقله نشطا وذاكرته قوية بما يفوق سنه.
خالى العزيز كان لى سقفا يحمينى واخوتى لم ادرك اهميته الا بعد ان رحل عن الدنيا.. بدونه اصبحت اكثر برودة ارتعش من جراء ثلجها دون ان يدركنى دفء، وكان لى جدارا استند عليه دون ان اخشى ان يميل بى والآن اجدنى خائفة وجلة دون جدار.. اكتب هذا فى اليوم الثانى لرحيلك عن دنيانا فكيف سيكون شعورى بعد مضى الايام ان كان لى عمر من بعدك؟! خالى العزيز كان آخر من تبقى من رائحة المرحومة أمى بعد أن رحل الجميع كنت كلما نظرت فى وجهه أراها فأطيل النظر اليه لاستعيد ملامحها المحفورة بين جفنيّ وفى اعماق قلبى.. كان خالى صديقى الذى أعتز بصداقته وكنت مستودع اسراره وكان يعلم أن سره معى فى بئر عميقة لا يصل اليها انسان.
خالى العزيز كان ينشر الطاقة الايجابية حنونا نجتمع حوله انا وإخوتى وأبناؤه فى جمع من الحب والمرح والتفاؤل والنفوس الصافية كان مرحا محبا للحياة وكان شخصية محترمة يعلى من القيم الاخلاقية والدينية أدعو الله ان يدخله فسيح جناته (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعى إلى ربك راضية مرضية فادخلى فى عبادى وادخلى جنتى).