تفاصيل الرحلة الأسوأ في تاريخ مصر

قبل وفاته بـ7 سنوات.. «يوسف السباعي» يتنبأ بموته في حادث مثير

جنازة «يوسف السباعي»
جنازة «يوسف السباعي»

«ماذا سيكون تأثير الموت علي؟ وعلى الآخرين؟ لا شيء، ستنشر الصحافة نبأ موتي كخبر مثير ليس لأني مت، بل لأن موتي سيقترن، بحادثة مثيرة».


كلمات نسجها يوسف السباعي من وحي خياله في روايته "طائر بين المحيطين"،عام 1971، ولم يكن يعلم أنه يصف مشهد رحيله عن عالمنا قبل حدوثه بسبع سنوات كأنه يعلم كيف ستكون النهاية..


تفاصيل الرحلة الأخيرة.. يوم أسود في تاريخ مصر


ففي مثل هذا اليوم.. 18 فبراير 1978، أُغتيل فارس الرومانسية ورائد الأمن الثقافي "يوسف السباعي"، في مشهد حفر في تاريخ مصر والوطن العربي أجمع، فلم يكن "السباعي" ، جبانًا يومًا، وحتى اللحظة الأخيرة له في الحياة لم يخف الموت، وتحد الخوف من القتل بشجاعة ولكن .. قُتل بدم بارد.

 

 وذلك في رحلة هي الأسوأ في تاريخ مصر حيث كان "السباعي" وزير الثقافة المصرية، قادمًا من أمريكا متجهًا إلى العاصمة القبرصية على رأس وفد مصري للمشاركة في مؤتمر "التضامن الأفرو آسيوي السادس"، الذي عُقد لصالح القضية الفلسطينية.


الكتب عشق «السباعي» في حياته وأخر ما رأته عينه قبل استشهاده


وكان يوسف السباعي أمين عام للمؤتمر، وفي يوم 18 فبراير، نزل السباعي من غرفته بفندق "هيلتون" واتجه نحو قاعة المؤتمرات، وفي طريقه للقاعة توقف أمام منفذ لبيع الكتب والجرائد ولم يكن يعلم أنها المرة الأخيرة التي يرى فيها الكتب والجرائد، فأُطلقت عليه ثلاث رصاصات غادرة استقرت في رأسه وفارق الحياة في لحظة.

 

ميلاد يوسف السباعي ونشأته 


ولد يوسف محمد محمد عبد الوهاب السباعي في 17 يونيه 1917 بمنطقة الدرب الأحمر في القاهرة، والتحق بالكلية الحربية في نوفمبر 1935 وترقى إلى درجة الجاويش وهو في السنة الثالثة.

 

 وبعد تخرجه من الحربية تم تعيينه في سلاح الصواري وأصبح قائدًا لفرقة من فرق الفروسية، بدأ السباعي منذ منتصف الأربعينات في التركيز على الأدب.

 

وليؤكد وجوده كقاص فقد نشر عدد من المجموعات القصصية وأعقبها بكتابة عدد من الروايات، كان السباعي في تلك الأثناء يجمع ما بين عالم الأدب والحياة العسكرية حيث كان له الفضل في إنشاء سلاح المدرعات.

 

وقد بدأ السباعي مسيرته في العمل العام بإنشاء نادي القصة ثم تولى مجلس إدارة ورئاسة تحرير عدد من المجلات والصحف منها روز اليوسف،و آخر ساعة، و دار الهلال، والأهرام وفي عام 1977 أصبح يوسف السباعي نقيبا للصحفيين.

 

 كما تولى السباعي وزارة الثقافة المصرية بعد أن اجتاز المرحلة الثانوية، وعلى الرغم من عشقه للأدب إلا أنه أختار دراسة بعيدة كل البعد عن ميوله الأدبية حيث التحق بالكلية الحربية وتخرج منها في عام 1937م وبعد التخرج تدرج السباعي في العديد من الوظائف والمناصب، ولم تبعده هذه المناصب والأعمال التي كلف بها عن عشقه الأول للأدب حيث سار الاثنان جنباً إلى جنب في حياة السباعي.