بدون تردد

مصر .. والأزمة الليبية

محمد بركات
محمد بركات

الاهتمام الكبير والصخب الشديد الدائر على الساحة الدولية، طوال الأيام والاسابيع الماضية حول الأزمة الليبية، سواء فى الأمم المتحدة أو مجلس الأمن أو مؤتمر ميونيخ للأمن، ومن قبلهم مؤتمر برلين وعدة مؤتمرات واجتماعات اخرى،..، هو ظاهرة صحية وخطوة ايجابية مطلوبة فى اطار البحث عن حل شامل للأوضاع المتأزمة والمشتعلة هناك.


ولكن يجب أن نعترف بصراحة، بأن ذلك كله لن يسفر عن التوصل إلى النتيجة المطلوبة والمرجوه للأسف، ما لم تتحول كل هذه الاجتماعات والمؤتمرات واللجان، من حالة الكلام واطلاق التصريحات والبيانات النظرية و«اللفظية» إلى حالة الفعل واتخاذ خطوات ايجابية وفعلية على الارض، لوضع نهاية للأوضاع المتدهورة ووقف الفوضى وتحقيق السلام على الأراضى الليبية.


والطريق لتحقيق ذلك معروف وواضح ويعلمه الجميع، وتدركه كل القوى الدولية، فى أوروبا وأمريكا وروسيا وغيرها،..، وأول هذا الطريق هو بالقطع التزام كل الاطراف بضرورة التوصل للحل السياسى، الذى يعيد الأمن والاستقرار للدولة الليبية.


وذلك يتطلب وقفة واضحة وصلبة من المجتمع الدولى والقوى الدولية، ضد ما تقوم به تركيا من تدخل سافر فى الشأن الليبى، ونقل للجماعات الارهابية  والمليشيات المتطرفة المسلحة إلى ليبيا وتزويدهم بالسلاح والعتاد لاشعال نيران الحرب ونشر الفوضى.


وفى هذا الخصوص يحتاج الأمر إلى سعى دولى جاد، للقضاء على الارهاب والتنظيمات المسلحة المتواجدة على الاراضى الليبية،..، وان يتم البدء فى اعادة بناء الدولة الوطنية الليبية على جميع أراضيها، ودعم الجيش الوطنى الليبى للحفاظ على الامن والاستقرار، والدعوة لعقد مؤتمر وطنى للمصالحة الوطنية، وإعادة تشكيل المجلس الرئاسى الليبى ليكون ممثلا فعليا لكل أطياف الشعب.


هكذا يمكن أن يتحقق السلام والاستقرار فى ليبيا،..، وهذا ما أكدته وتؤكده مصر دائما.. وهو ما تسعى إليه وتأمل فى تحقيقه.