فى الصميم

الكتاب الجامعى فى المحكمة!!

جلال عارف
جلال عارف

أثار حكم أخير للمحكمة الادارية العليا من جديد قضية الكتاب الجامعى فى مصر ومعاناة الطلبة وأولياء الأمور منها. الحكم صدر بعقوبات ادارية على 12 أستاذا بإحدى الكليات التابعة لجامعة الأزهر من بينهم ـ من كان عميدا لهذه الكلية «!!» لأنهم فرضوا على طلاب الكلية شراء الكتب التى قاموا باعدادها بأضعاف الاسعار المقررة من جامعة الأزهر التى بادرت بمحاسبتهم.


حكم المحكمة يشير الى «الكتاب الجامعى» باعتباره قضية عامة يجب البحث عن حل لأزمتها.. ليس فقط لتخفيف العبء عن الطلاب وأسرهم، ولا لإغلاق أبواب الفساد التى تنفتح مع ظواهر مثل الربط بين شراء الكتب المغالى فى سعرها ودرجات أعمال السنة«!!» ولكن أساسا فى أن ظاهر الكتاب الذى لايضيف شيئا من علم وإن كان يضيف المال لأصحابه هى شهادة بحاجة التعليم الجامعى الى ثورة إصلاح شامل بعد أن أصبح استمرارا للنهج الفاشل الذى ساد فى التعليم الأساسى لعقود طويلة حيث التلقين بديلا للتفكير والبحث العلمى.


الأعداد الكبيرة فى الجامعات جعلت الكتاب الجامعى هو الأساس، وغياب التقاليد العلمية جعلت الربح هو الهدف. ولقد رأينا كيف أصبح التعليم المفتوح كارثة حقيقية اضافية بسبب الأرباح الكبيرة التى يحققها لبعض المحظوظين من المدرسين والقيادات التعليمية دون نظر للآثار الكارثية لما حدث ورأينا كيف انتقل الامر من الكتاب الى الدروس الخصوصية حتى فيما يسمى كليات القمة.


المشكلة كبيرة، والاصلاح لابد أن يكون جذريا.. لكن علينا أن نبدأ وأن نواجه ـ على قدر المستطاع ـ هذه الظواهر بحسم شديد. حكم المحكمة أشار إلى مسئولية الجامعات فى توفير الكتب والمراجع. كما أشار الى التطور  التكنولوجى الذى يوفر نسخا الكترونية من المراجع الأساسية للطلاب ويعالج القصور فى المكتبات الجامعية الآن. هذا جانب واحد من حلول ضرورية نبدأ بها الطريق لاستعادة الروح الحقيقية للجامعات كمنابر للبحث العلمى والتعليم الذى يطلق طاقات الفكر والإبداع.


حكم الإدارية العليا انذار جديد مطلوب أن نستمع له، وأن نفكر معا فى الأزمة والحل، وأن نبدأ المواجهة رغم كل التحديات.