أحلام مصرية جداً

متى تنتهى فوضى الباعة الجائلين ؟!

نهاد عرفة
نهاد عرفة

لا أعرف لماذا لا تقوم الأجهزة التنفيذية المنوطة بإزالة تكدس الباعة الجائلين فى شوارع العاصمة بدورها، وفوضى سيارات الميكروباص والتوكتوك التى اتخذت من مداخل ومخارج الشوارع الرئيسية ومطالع ومنازل الكبارى ومترو الأنفاق موقفاً لها تحت أعين رجال المرور والشرطة ولا أحد يتدخل وكأنهم وقفوا لحمايتهم ! لا يقومون بواجبهم إلا كل عدة أشهر لتعود المياه لمجاريها بعد عدة ساعات، وليعانى المارة وقائدو السيارات من هذا الازدحام والفوضى المميتة، والتساؤل: لماذا لاتخصص أماكن خاصة بهم كما فى الدول المتحضرة، وإذا تم تخصيص أماكن لهم يرفضون وكأنهم دولة داخل الدولة ! نظرة واحدة من أى مسئول، كمثال، لمنزل كوبرى 15 مايو للقادم من مناطق أكتوبر والزمالك باتجاه وسط البلد، وحتى مستشفى الجلاء والمدخل الضيق لشارع الصحافة الذى امتلأ عن جانبيه باستاندات الباعة الجائلين ولتعبر السيارات ما يقرب من عشرة أمتار فيما لا يقل عن النصف ساعة، معاناة يومية تواجه خلالها خبطا بالأيادى على سيارتك للتوقف لمرور الاستاندات أو لالتفاف المارة حول الباعة الجائلين، لتواجه بعدها موقفاً عشوائياً للميكروباصات أمام معهد الصحافة، ليكابد قائدو السيارات والمارة من العبور فى شارع الصحافة من سائقى التوك توك القادمين من الاتجاه العكسى مخالفة لقانون مرور الشارع، وبالمثل يمتلئ شارع رمسيس الشهير بأرصفته وميدان الإسعاف وشارع الجلاء بوسط القاهرة بفوضى الباعة الجائلين، وإذا حدثت أحد رجال المرور الذين تمتلئ بهم المنطقة وأنت مختنق داخل سيارتك ستجد الرد جاهزاً على الفور وبمنتهى البرود «واحنا هنعملهم إيه» لتشتاط غضباً وسخطاً! فوضى وعشوائية الباعة الجائلين ليست جديدة، مشكلة متعاقبة تزداد يوماً بعد يوم، والحل الأمنى لم يعد مجدياً، وقانون تنظيم الباعة الجائلين لعام 1957 لم يعد سارياً، وبنوده الضعيفة، إلا فيما يتعلق بتغليظ الغرامات والعقوبات والتى لا تُطبق، لم تعد تصلح، ولا بد من إعادة مناقشته وتحديثه من قبل مجلس النواب، لقد عجزت الحكومات المتعاقبة عن التصدى لظاهرة الباعة الجائلين وتقنين أوضاعهم، فهل عجز المصريون أبناء الفراعنة الذين أثروا العالم بعلمهم ومهاراتهم عن إيجاد حل لهذه الفوضى التى امتلآت بها شوارع العاصمة! إن الحق فى البحث عن وسيلة رزق لا يكون على حساب مجتمعاً بأكمله!.