حريات

سلم لى على القاهرة

رفعت رشاد
رفعت رشاد

كتبت منذ مدة عن «غيطان القاهرة».. لكن لم تظهر محافظة القاهرة أى رد فعل ولو بالنفى أو من باب «نحن هنا».. وهذا طبيعى فالشاعر العربى القديم قال: «لقد أسمعت لو ناديت حيا.. لكن لا حياة لمن تنادى.. فنارك لو نفخت بها أنارت.. لكنك تنفخ فى رمادِ». وهل تهتم محافظة القاهرة أو نواب المحافظ أو رؤساء الأحياء أو نوابهم أو أى موظف بما تنشره الصحف!! بالطبع لا.. لأن المسئول الأكبر لا يحاسب هؤلاء على النقد الموجه لهم فى الصحف وبالتالى إذا أمن هؤلاء العقاب.. أساءوا التصرف. وفعلا وبدون سخرية، لا أعرف ماذا يفعل الجيش العرمرم الذى يعمل فى أنحاء محافظة القاهرة، تخيلوا 40 حيا كل منها يضم عددا لا بأس به من الموظفين ومع ذلك تجد أحوال الشوارع لا تتغير ولا تتحسن حتى لو مر عليها سنوات. بجانب مشاكل المرور والتوك توك والسير عكس الإتجاه.. مهزلة. ومع ذلك مازلت أتساءل وربما يكون لدى استنكار عن عدم اهتمام وزير التنمية المحلية أيضا وكأنه يمارس عملا خياليا وليس مهموما بما يحدث فى الشوارع.
مثال: فى منطقة شبرا المظلات وأغا خان حيث كانت أعمال محور روض الفرج تشغل الأماكن، والآن انتهى العمل بالمشروع وتم فتح الشوارع، لكن الشوارع صارت مدمرة، تنتشر فيها المطبات العشوائية والحفر ويزيد الطين بلة ارتباك حركة المرور وتوقيف السيارات صفا ثانيا وثالثا فى مساحات لا تحتمل ولا أعرف سبب إهمال المنطقة، هل لأن المحافظ لم يشرفنا بالمرور!! أم أن نائب المحافظ اختفى هو ورؤساء الأحياء!! أشياء ليس لها تفسير والغريب والمستفز أن يخرج أحدهم فيقول لك إن المسئولين فى القاهرة لا ينامون بسبب سهرهم على حل المشاكل!!
زمان كان المسئولون يبررون إهمالهم وفشلهم وتقاعسهم بعدم وجود اعتمادات مالية تكفى للرصف أو تنظيم الشوارع والأرصفة، والآن توافرت الاعتمادات، لكن الجديد أن لا أحد يبرر، فلا داعى للتبرير، لأن من يملك المحاسبة لا يقرأ الصحف فماذا يضير رئيس الحى المبجل من النقد؟. وهل يرهق نفسه لو مر بسيارته الحكومية على الشوارع فيرى نقصا هنا أو تقصيرا هناك فيعالجه أولا بأول!! أرى مخبزا فى شارع شبرا أمام محطة البنزين قرب ميدان سينما مودرن ينزل بصاجاته إلى الشارع رغم أن عرض الرصيف كبير جدا وآخر مثله فى شارع أغا خان ويحتل باعة الفاكهة بعرباتهم الأماكن لتتحول بعد قليل إلى شيء أكبر.
أما غيط السبتية فحدث ولا حرج فهو نموذج على ما يمكن أن يفعله المواطنون إذا تركهم رجال المحليات ورجال المرور ـ رجال !!!!! ـ يتحول الأمر إلى لوحة عبثية سيريالية بوهيمية عباسية ومثله شارع الصحافة، فى هذين الشارعين افعل كل شيء وأى شيء ولن تجد من يقول لك حاذر أو ممنوع أو عيب أو مايصحش. أين رجال السلطة؟ بح.. لا وجود لأحد هناك.. كله يحتمى من البرد أو الحر أو وجع الدماغ بمكتبه.
سلم لى على القاهرة.