فى الصميم

القضية لم تنته!!

جلال عارف
جلال عارف

ربما يبدو مبكرا الوصول إلى أى استنتاجات من نتائج الانتخابات التمهيدية للحزب الديموقراطى لاختيار مرشحه الذى سينافس ترامب فى الانتخابات الرئاسية القادمة. ومع ذلك يبدو «ترامب» ومعه الجمهوريون سعداء بحالة «الهرجلة» التى سادت الانتخابات فى أول جولة بولاية «أيوا» كما يبدون أكثر سعادة بالتراجع المفاجئ «لجون بايدن» نائب الرئيس الامريكى السابق والذى وضعته المؤسسة الرسمية للحزب الديموقراطى فى مقدمة اختياراتها، وربما مازالت تراهن عليه حتى الآن.
«بايدن» حل فى المركز الرابع فى انتخابات ولاية «أيوا» ثم جاء فى المركز الخامس فى انتخابات «نيوهامبشاير» بينما كان فى المقدمة «بيرنى ساندرز» زعيم الجناح التقدمى فى الحزب، ومعه مرشح لم يسمع به الكثيرون خارج ولايته من قبل وهو «بوتيدجيج»!!
مازال المشوار فى بدايته وستكون أولى محطاته الاساسية فى الشهر القادم حيث تجرى الانتخابات فى أكثر من ثلث الولايات، وتكون المؤشرات أكثر وضوحا. أما لماذا يحتفى ترامب والجمهوريون مقدما بتراجع «بايدن» بالذات، فالأسباب كثيرة.. منها أنه المرشح الذى راهن عليه خصومه لاستعادة البيت الأبيض، باعتباره الوجه المعتدل القادر على توحيد الصفوف، ومنها أنه يحمل ميراث الرئيس السابق أوباما باعتباره نائبا له فى وجه الهجمة على انجازاته الداخلية وأهمها التأمين الصحى. ثم منها أيضا «بل فى مقدمتها» الثأر من محاولة عزل ترامب، والتأكيد على أن من أضير منها هو «بايدن» وهو ما يراه ترامب بمثابة رد اعتبار له!!
لكن قد يكون للأمر آثاره السلبية أيضا على ترامب نفسه. لأن تراجع بايدن «إذا استمر!!» يعنى أن القضية مازالت مثارة لدى الرأى العام. وأنها إذا كانت قد أثرت على «بايدن» سلبيا بسبب أحاديث عن شبهة فساد منه أو من ابنه لم يتم إثباته.. فإنها لابد أن تؤثر أيضا على الجانب الآخر.. حيث اتهامات استغلال النفوذ وعرقلة التحقيقات التى طاردت ترامب وكانت سببا فى طلب عزله.
تراجع «بايدن» حتى الآن لابد أن يقلق ترامب. لأنه يعنى أن القضية مازالت حية، والرأى العام مازال يذكر.. ويحاسب!!