وحى القلم

رياح الإصلاح

صالح الصالحى
صالح الصالحى

على ما يبدو أن الأيام القادمة ستحمل فى طياتها رياحاً جديدة تهب على مؤسساتنا الصحفية فى تصورى أنها قد تتحول إلى عاصفة شديدة تطيح بمن يقف أو يتعنت فى تبنى ارادة إصلاح مؤسساتنا الصحفية وقد تتحول عند البعض إلى نسيم اشتاقت إليه كل الأنفس المخلصة التى تحرص على إصلاح وبناء مؤسساتنا والفرق بين هذا وذاك هو الإرادة فى إحداث إصلاح حقيقى يحتوى كل سلبيات الماضى ويقف فى وجه كل محاولات عرقلة أى رؤية حقيقية مخلصة تكون نتائجها أن يتولى كل مخلص فى مؤسسته زمام أمورها يحافظ على مقدرات تراثنا الصحفى العريق ويعظم من قدراته لنعبر هذه المرحلة الصعبة. ان ما أصاب مؤسساتنا الصحفية من ترد للأوضاع الاقتصادية.. وانخفاض أرقام توزيع بعض المطبوعات التى كان لها تاريخ فى عالم الصحافة لأمر محزن للجميع.. والتى درسنا من خلال أرشيفها الصحفى فى كليات الإعلام تاريخ مصر والعالم.. فمن منا لم يذهب إلى دار الكتب للتعلم من هذا الصرح العظيم كيف كانت الصحافة فى مصر التى امتدت لأكثر من قرن من الزمان. مازلت أؤكد أن الأمور لم تفلت من أيدينا ومازالت الفرصة سانحة لكى ننهض بمؤسساتنا وإن عانت من صعوبات وتحديات فى وجود فجوة فى الموارد وتكاليف الاصدار.. وتحملت الدولة الكثير والكثير منه على مدار ما يقرب من عشر سنوات، مرت بها البلاد بأحوال اقتصادية صعبة اثرت على الحالة الاقتصادية للمؤسسات والقوة الشرائية للمواطن، الذى كان بالأمس القريب يستطيع أن يشترى أكثر من مطبوعة يومية وأخرى أسبوعية.. وازدادت الأوضاع سوءا يوما بعد يوم.. وتردت أحوال الزملاء الصحفيين المعيشية.. فذلك صحفى قضى ربع قرن من الزمان وراتبه لم يتعد الثلاثة آلاف جنيه. كيف يواجه التزاماته الحياتية والمعيشية بهذه الجنيهات؟! وآخر يمرض ولا يستطيع أن يواجه نفقات العلاج وأصبح ينتظر صدور قرار للعلاج على نفقة الدولة أو بعض المعونة من صندوق طوارئ المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام وغيرها من أمور لا تخفى على أحد. ضعفت حالتنا الاقتصادية داخل مؤسساتنا وضعف معها المحتوى الصحفي.. وإن اجتهدنا وحاولنا التطوير فإننا نحتاج لأموال وأصبحت مؤسساتنا بلا أفكار للتطوير فى ظل مشهد تمزقت فيه الكثير من الروابط داخل مؤسساتنا.. وادارات على غير  المستوى تحاول أو لا تحاول.. اكتفت بانتظار نهاية المشهد. وأخرى أطاح تردى الأوضاع بها ورحلت وتركت المشهد فارغا متجمدا. اليوم إغلاق باب الترشح لانتخابات مجالس الإدارات والجمعيات العمومية فى كل المؤسسات.. واتصور ان هذه الخطوة ستستكمل باطلاق حركة تغييرات لكل القيادات الصحفية لتفعيل القانون الجديد الذى مر على صدوره أكثر من عام. الكل فى المشهد ينتظر التغيير للأفضل.. وأنا ضمن الجماعة الصحفية التى ترتبط بمؤسساتها وزملائها وتتمسك لآخر نفس بالإصلاح لإحياء هذه المؤسسات.. فى ظل فرصة أتصور بل أتأكد بأنها ستكون الاخيرة فالفرصة لا تأتى للإنسان إلا مرة واحدة.