فيض الخاطر

كيان أبو مكة

حمدى رزق
حمدى رزق

رزق الله حبيبنا محمد صلاح ببنت اسمها «كيان» صار «أبو البنات»، البنت زى الولد، وحنية البنت يضرب بها المثل، مبروك.
حبا ناوش المحبون صلاح فى الاسم، واقترحوا أسماء، وشاركوه فى هذه اللحظة البهيجة، ولكنى استغربت طائفة من العقورين، سلقوا الشاب بألسنة حداد لأنه اختار اسما لابنته (كيان) لا يروق لهم، وتتالت السخافات والتتويتات والتغريدات، وكأن صلاح مفروض أن يجرى استفتاء على صفحته على اسم مولودته، ولو فعلها، ماخلص من سيول الاقتراحات، ولما استقر على اسم، وعاد ليسميها «كيان».
هذا شأن خاص، هذا من أدق الخصوصيات، صلاح كإنسان له خصوصياته، لابد من احترامها، مبروك تكفى وتزيد حبا، البعض يتدخل فيما لا يخصه، سلوك مزعج، سلوك مرفوض، لم يعد أحد يحترم ادق الخصوصيات، انتهاك الخصوصية صارت منهجا.
وزيرة الصحة هالة زايد تحتفى بحفيدتها المولودة، جدة فرحة مغتبطة، وكأنها ارتكبت جرما، وكيف وأين ولدت، فى مستشفيات الداخل ولا فى الخارج، ويقطع احدهم جزافيا، طبعا فى الخارج، ثم يدلف لبيت القصيد، ومالها مستشفيات مصر، لما بنتها تلد فى الخارج، لماذا تلد نساؤنا فى الداخل، معلوم الداخل على الفيس مفقود والخارج منه مولود.
نحن قوم لا نرعوى لمعنى الخصوصية، ولا نحترم الخصوصيات، وآذاننا تسترق السمع، مولوفون على استراق الأخبار عن الجار، يتشممون مطبخه، طابخ ملوخية بالأرانب، والتقلية ضربت فى نافوخى، واشترى «أى فون» لبنته، وساعة لمراته، وولاعة لابنه اصل ابنه مدخن، شفت كده دلع.
فضح الأسرار من فعل الأشرار، والنميمة طبع، والطبع غلاب، والفيس بيت النميمة، وكله باصص فى حجرة نوم جاره، ويأكل من طبق جاره، وينقر راس أخيه كالغراب الأسود، وسواد كارف على الوجوه، القلوب السودة تكرف سواد، القلوب البيضة تنير الوجوه.
كل هذا السواد المجتمعى يحتاج إلى مدونة سلوكية أخلاقية إنسانية، فيه خلل مجتمعى ماثل لمن القى السمع على المقاهى وفى الدواوين والطرقات والمقاهى، مسك السيرة، البعض يتواعد على جلسات النميمة، محببة النميمة للناس اللئيمة، واللؤم طبع، والطبع تطبع يتحور إلى وباء، وباء النميمة يضرب بشدة والخسائر فادحة.
مشاء بنميم، تخيل قبحه وهو يمشى بين الناس بالنميمة، والنمام حاجز مقعد فى كل جماعة، والنمامون كثر، أخشى أن فيروس النميمة ينتشر ويتوغل، يضرب الخصوصية فى مقتل، ويكشف ستر الناس، وينتهك أسرارهم ويل لكل هَمَّازٍ يأكل لحوم الناس ويستحل سيرتهم.