فيروس «كورونا» بين الحرب البيولوجية ومافيا تجارة الأدوية

د.رامى عاشور 
د.رامى عاشور 

في أيام قليلة، أصبح فيروس كورونا حديث العالم كله، ويتجدد الحديث ويزداد فور أى بيان من السلطات الصينية حول تداعيات المرض سواء فى عدد الإصابات أو الوفيات، ووفقًا لآخر بيان للسلطات الصينية فإن العدد الإجمالي للإصابات بالفيروس في الصين فقط وصل إلى أكثر من 14380 إصابة وأكثر من 300 حالة وفاة.

لم يشهد العالم خاصة في السنوات الخمس الماضية مثل هذا الانتشار الفيروسى؛ فبالرغم من مواجهة العالم لانتشار فيروس ( إيبولا – زيكا - ميرس "متلازمة الشرق الأوسط التنفسية")، إلا أن العالم لم يشهد مثل هذا الفريوس من حيث سرعة انتشاره وعدد المصابين به، إلا فى القرون الماضية فيما عرف بـ (الأنفلونزا الإسبانية)، ماهى خصائص تلك الأنفلونزا؟
تعتبر أحد أكثر الأوبئة دموية في  التاريخ ، حيث حدثت بسبب  مكوث الجنود الأمريكان حاملى الفيروس في  أوروبا ، الأمر الذى نتج عنه موت أكثر من 100 مليون شخص، في السنوات الأخيرة منه.
خطورة فيروس كورونا إنه يُسبب التهاب رئوى حاد بيؤدى لموت الكثير خاصة ممن يتسموا بضعف المناعة سواء من الأطفال أو كبار السن ، ومع سرعة انتشار الفريوس المخيفة وعدم وجود لقاح لمعالجته حتى الآن ، أعلن العديد من الأطباء حول العالم تخوفهم من حدوث وباء عالمي في السنوات المقبلة تكون بدايته ذلك الفيروس.
هذا إذا نظرنا للفيروس من وجهة نظر طبية بحتة..
لكن يبقى هناك لغز ما يكمن فى الحديث حول انتشار الفيروس وتوقيته والظرف المكانى لانتشاره ، وهذا هو الحديث عن ذلك الفيروس من وجهة نظر سياسية والهدف من كتابة هذا المقال أيضًا .
إذا سألنا أنفسنا من المتضرر الرئيسى من ذلك الفيروس ؟ فالإجابة بالتأكيد الصين.
لكن مغزى السؤال هنا لم يتعلق بالصحة والمواطنين فى الصين ، وإنما يتعلق بشئ آخر كما يلى :
1-    لما ينتشر فى الصين مثل هذا الفيروس ، تكون من أسرع تداعياته المباشرة ، توقف الطلب العالمى على مؤسسات الإنتاج والسلع الصينية ، وهذا ليس يعنى فقط تكبد الصين خسائر ضخمة إنما تكبد أيضًا أكبر المستوردين من الصين خسائر مماثلة ، وهو الاتحاد الأوروبى ، وهذا ماحدث بالفعل؛ حيث حققت الأسهم الصينية خسارة بلغت 9% ، وهبطت أسعار النفط ومؤشر ( ستوكس ) الأوروبى لأسوأ حالاته.
2-    تقع مدينة ( ووهان ) التى انتشر فيها الفيروس في قلب الصين ، لم يقف الأمرعند هذا ، بل تعتبر تلك المدينة مركز رئيسى للنقل، وتوقيت انتشار ذلك الفيروس يأتى قبل السنة الصينية الجديدة لما لذلك تأثير كارثى على حركة التجارة والاقتصاد الصينى .
3-     تاريخيًا ومن خلال علم الاغتيالات بأجهزة المخابرات ، فإن تسميم المواطنين بفيروسات الالتهاب الرئوي، وأنفلونزا الطيور، الخنازير.. تعتبر من تكتيكات الأنجلوسكسونيين، والأمريكيين.
ماذا تريد من ذلك المقال ؟
أريد أن أقول إنه وارد جدًا إن انتشار فيروس ( كورونا ) تم من خلال استخدام  سلاح بيولوجى من  الولايات المتحدة الأمريكية ضد الصين ، وما يدعم قولى هذا ، أن هناك ما حدث مشابه لذلك الأمر فى عام  2010 ، عندما فُضحت الولايات المتحدة الأمريكية فى غلق أحد المختبرات الحيوية العسكرية لها فى إندونيسيا لأنها كانت تجري تجارب سرية مع فيروس أنفلونزا الطيور، الأمر الذى نتج عنه خروج الفيروس من المختبر وانتشر الوباء هناك ، ورفضت الولايات المتحدة الأمريكية تقديم اعتذار أو أى معلومات عن أعمالها لوزارة الصحة فى إندونسيا ، الأمر الذى أدى فى النهاية إلى غلق المختبر .
كيف تم تطبيق ما سبق ضد الصين حاليًا ؟
هناك احتمال أن يكون سبب تفشى انتشار فيروس ( كورونا ) ناتج عن تسرب من معهد صيني لإنتاج السلاح البيولوجي، وأن يكون التسرب هذا بأيدٍ أمريكية ، خاصة وأن مدينة ( ووهان ) التى انتشر فيها فيروس ( الكورونا ) هى نفسها تحوى مختبرًا بيولوجيًا وكيميائيًا رائدا في الصين ، والعمل فى ذلك المختبر لم يقتصر فقط على أدوية لمعالجة الأمراض الخطيرة وإنما لتصنيع أسلحة بيولوجية.
هل الدول النامية خاصة ( العربية والأفريقية ) اتخذت الإجراءات الكافية لمواجهة ذلك الفيروس ؟
 بالنظر إلى طبيعة فيروس كورونا ، الذي ينتقل بين الأشخاص في فترة الحضانة، أي قبل ظهور الأعراض، تجعل من هذه الإجراءات غير كافية؛ فالكارثة تكمن فى أن الإجراء الأولي للكشف عن المرض يكمن في قياس درجة حرارة المسافرين، والحقيقة أن أعراض هذا الفيروس لا تظهر في فترة حضانة ، وإنما بعد يومين – كحد أنى – ، و 12 يوم – كحد أقصى -، بعد الإصابة به، وهذا يعني أن المريض حامل الفيروس  فى أى انتقال له من مكان لآخر سينشر العدوى من دون أن يفطن لذلك ، وبالتالي تنعدم قدرة على تحديد وحصر المرضى ومواجهة الانتشار بشكلًا حتميًا .
من جهة أخرى ، إذا لم يتم القضاء على هذا الفيروس بشكل قوى وفعال من الدول المتقدمة ، فمن المحتمل أن تستغل شركات الأدوية العالمية حالة الخوف العالمى من انتشار الفيروس خاصة فى الدول النامية ، وتعمل على تصدير علاج مخصص للوقاية من الإصابة بهذا الفيروس لتحقق الكثير من مليارات الدولارات من أموال تلك الدول، ويتحول الأمر من الخوف فى البداية إلى استنزاف الأموال فى النهاية .
حفظ الله شعب مصر .


د.رامى عاشور 


دكتور العلوم السياسية والأمن القومى


زميل أكاديمية ناصر العسكرية العليا