دخلت إجراءات الانفصال بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي حيز التنفيذ بدءًا من الأول من شهر فبراير الجاري، وذلك بعدما رحلت لندن بصورةٍ نهائيةٍ عن التكتل الأكبر في القارة العجوز، لتبدأ مستقبلها الغامض نوعًا ما بمنأى عن أقرانها في القارة الأوروبية.
نواب بريطانيا في البرلمان الأوروبي كذلك سواء كانوا مؤيدين للانفصال أو معارضين له، بات لزامًا عليهم ترك مقاعدهم، التي يشغلونها في البرلمان، مخلفين مقاعد شاغرة في برلمان الاتحاد الأوروبي.
وكانت بريطانيا صاحب ثالث أكثر عدد من المقاعد في البرلمان الأوروبي، حتى اليوم الذي ودعت فيه أدراج بروكسل.
توزيع المقاعد
والبرلمان الأوروبي يتألف حاليًا من 751 عضوًا، مقسمةً بين الدول الأعضاء، وطبقًا لمعاهدة نيس 2001، لا يزيد عدد الأعضاء المنتخبين داخل البرلمان الأوروبي عن 732 عضوًا حتى مع زيادة الدول الأعضاء داخل الاتحاد الأوروبي.
وتتفاوت عدد المقاعد الذي تحظى به كل دولة، حسب عدد سكانها، ونصيب الأسد لألمانيا التي تُمثل بـ96 مقعدًا، ثم فرنسا لها 74 مقعدًا، وبعدهما كلٌ من إيطاليا، قبل خروجها، وبريطانيا بـ73 مقعدًا.
وبالنسبة لتوزيع باقي المقاعد على الدول الأعضاء، إسبانيا لها 54 مقعدًا، وبولندا 51 مقعدًا، ورومانيا 33 مقعدًا، وهولندا 26 مقعدًا، وتحظى كلٌ من بلجيكا والتشيك واليونان والمجر والبرتغال بـ22 مقعدًا، وللسويد 20 مقعدًا، وللنمسا 19 مقعدًا، وبلغاريا لها 18 مقعدًا، ولكلٍ من فنلندا والدنمارك وسلوفاكيا 13 مقعدًا، أما أيرلندا وليتوانيا فلهما 12 مقعدًا، وتسعة مقاعد للاتفيا، وثمانية لسلوفانيا، وأخيرًا ستة مقاعد لكلٍ من قبرص وإستونيا ولوكسمبورج ومالطا.
كيفية التعامل مع الوضعية الجديدة
وبات السؤال مطروحًا الآن، هل سيتقلص عدد مقاعد الاتحاد الأوروبي عن العدد الحالي البالغ 751 عضوًا، أم سيتم توزيع مقاعد بريطانيا على باقي الدول الأوروبية، والاحتفاظ بالعدد ذاته من مقاعد البرلمان الأوروبي.
البرلمان الأوروبي لم يترك فرصةً للتأويل في هذه المسألة، وعلى الفور مع خروج بريطانيا من التكتل الأوروبي، أصدر بيانًا أول أمس الجمعة، أوضح خلاله أن عدد النواب في البرلمان الأوروبي بدءًا من الأول من شهر فبراير الجاري، سيتقلص إلى 705 نواب مقارنة بـ751 قبل انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وأوضح البرلمان، أنه وفق هذا الانسحاب جرى إعادة توزيع 27 من مقاعد بريطانيا في البرلمان على دول الاتحاد الأوروبي الأخرى، بينما سيتم الاحتفاظ بالمقاعد المتبقية والبالغ عددها 46 مقعدًا على صعيد الاحتياط، لاستخدامها في التوسعات المستقبلية المحتملة بالاتحاد.
وأشار إلى أنه خلال إعادة توزيع المقاعد، تم الحرص على ألا تفقد أي دولة في الاتحاد أيًا من مقاعدها، بينما حصل البعض على مقعد واحد إلى 5 مقاعد لمعالجة نقص التمثيل بعد التغييرات الديمغرافية التي شهدتها بعض الدول.
