حكايات| مهمة انتحارية مصرية.. طاقم جوي يتحدى «كورونا» في سماء الصين

الطاقم الجوي العائد بكين بعد تفشي كورونا
الطاقم الجوي العائد بكين بعد تفشي كورونا

خرج هاني حسين المضيف الجوي في شركة مصر للطيران من منزله قبل يومين، متوجها إلى الصين والتي تعد أخطر بقعة في العالم الآن، وسط ضجة عالمية حول فيروس كورونا الجديد الغامض.


أوُكل إلى «حسين» وزملائه في طاقم الضيافة والقمرة، مهمة إجلاء مصريين من العاصمة الصينية بكين. 


جاء من الصين
يقول المضيف الجوي هاني حسين العائد من الصين توا في رحلة قادمة من بكين الصينية: «كل المخاطر تزول  أمام  دعوات الركاب المصريين، فهم كانوا يدعون لنا منذ لحظة دخولهم من باب الطائرة، جميع القلق والخوف يزول عندما نرى فرحة الركاب عندما تهبط الطائرة وتملس أرض مطار القاهرة».


ويوضح حسين، أن غالبية الركاب على رحلة مصر للطيران العائدة من بكين كانوا مصريون يعيشون في بكين مع أسرهم وأطفالهم، الجميع كان يدعون لنا ويوجهون الشكر لأننا سوف نقوم بإرجاعهم إلى أرض الوطن بعد أن عاشوا أيام من الخوف والقلق والرعب بعد ظهور فيروس كورونا بالصين.

 

يتابع «حسين»، أن بكل بساطة نضع أنفسنا مكان هؤلاء الأشخاص، عندما تكون أنت وشركتك تمثل لهم طوق النجاة الوحيد الذي من خلاله يعدون إلى ديارهم من جديد بعد تعليق العديد من شركات الطيران رحلاتها للصين.


 ووجه هاني حسين، التحية لكل زملائه و زميلاته في جميع قطاعات شركة مصر للطيران و لجميع زملائه أطقم القيادة و الضيافة والأمن الذين يعملون في هذه المهنة الشاقة الصعبة التي نعشقها جميعا.

 

رحلة أخيرة إلى مدينة الموت 
صباح اليوم انطلقت رحلة خاصة من مطار القاهرة الدولي، على طائرة  من طراز إيرباص A330-200 تابعة لشركة "سياف" إحدى شركات وزارة الطيران المدني، وتسع لـ297 راكباً، لعودة من يرغب من المصريين المقيمين في مدينة «ووهان» بمقاطعة خوباي الصينية، بعد انتشار فيروس كورونا.

قبل الرحلة خضعت أطقم الضيافة الجوية والطيارين لعملية إعداد على كيفية التعامل مع الركاب واتخاذ كافة الإجراءات الوقائية اللازمة منذ صعود المصريين على الطائرة وحتى وصولهم إلى أرض الوطن لضمان تحقيق أعلى مستويات ومعايير السلامة الصحية الوقائية، وصاحب ذلك فريق طبي مجهز لمصاحبة الرُكاب، مع اتخاذ كافة إجراءات مكافحة العدوى على متن الطائرة.


بالتزامن مع إطلاق رحلة خاصة لعودة المصريين من ووهان الصينية، شهد مطار القاهرة الدولي، ممثلا في إدارة الحجر الصحي، استعدادات خاصة، يؤكد مدير عام الحجر الصحي في مطار القاهرة د.أيمن إمام،  أنه تم التدقيق على الإجراءات الوقائية المتبعة للطيارين والضيافة والأطباء المتوجهين لرحلة عودة المصريين من الصين.


وأضاف أنه تم التدقيق على كافة المتوجهين لإجلاء المصريين من الصين على معدات الوقاية الشخصية وهي عبارة عن ملابس وقاية يتم ارتدائها  فوق الزى الرسمي الخاص بالضيافة والطيارين.


وأضاف د. إمام: «لا يوجد مصابين بين المصريين القادمين من ووهان، والطائرة مجهزة لاستيعاب جميع المصريين المتواجدين في ووهان والذين تواصلوا مع السفارة المصرية بالصين من أجل العودة».


وأكد أنه عند عودة الرحلة من الصين سيخضع جميع الركاب والأطقم لذات الإجراءات الطبية الوقائية المتبعة، ويكون في استقبالهم فريق مجهز  بالحجر الصحي للتعامل معهم موضحا أن فريق الرحلة خضع لمجموعة من اللقاءات للتعريف بالمرض وطرق الوقاية منه والتعريف بطرق الوقاية. 


وذكر مدير عام الحجر الصحي في مطار القاهرة، أن جميع العائدين من ووهان سيتم وضعهم بالحجر الصحي وفي حالة الاشتباه يتم تحويل المشتبه به لمستشفى مجهزة للتعامل مع هذه الحالات. 


وتابع أنه حتى الآن لا يوجد حالات اشتباه بـ«كورونا الجديد» بمصر، مضيفا: «جميع المتعاملين يرتدون الماسكات خاصة الذين يتعاملون مع الرحلات القادمة من الصين أو أي دولة ظهر فيها الفيروس القاتل».


وأوضح أن الحجر الصحي مجهز بأدوات المسح الحراري التي تعمل على قياس درجة حرارة الراكب ومراقبة أعراض الفيروس كورونا وإذا تم الاشتباه يتحول للفحص الثانوي بمعرفة طبيب ويتم معرفة المتعاملين معه خلال الفترة الأخيرة حتى يتم السيطرة على الفيروس ثم بعد ذلك يتم توجيه الراكب إلى مستشفى الحميات.

 

التواجد في أماكن خطرة
يقول محمد فرغلي (مضيف جوي)، إن عمله يتوجب عليه التواجد في أماكن خطرة نظرا لأنه يعمل في الشركة الوطنية مصر للطيران والتي تقوم بدور هام في إجلاء المصريين من الأماكن الخطرة.


ويوضح أنه أثناء حرب الكويت مصر للطيران كانت هناك من أجل عودة المصريين، أيضا خلال الحرب على حلب وأبها كانت الصواريخ تقذف على المطار ولكن كان لدينا مهمة خاصة لعودة المصريين، أيضا ذهبنا إلى ليبيا لإجلاء المصريين من هناك، مؤخرا نذهب إلى الصين في ظل انتشار فيروس كورونا من أجل عودة المصريين .


«قمنا برحلات في فترات الانفلات الأمني وغياب الأمن أبان ثورة 25 يناير، نذهب إلى رحلات في دول إفريقية  في بلد لا ينعم باستقرار سياسي»، فرغلي متحدثا عن المهام المستحيلة التي شارك بها قبل ذلك.


يقول محمد فرغلي، هو الواجب الوطني والالتزام المهني الأخلاقي، هذه  مخاطر المهنة التي نحبها ونعشقها.