«احتفظ بمرضك!»..عنصرية فرنسية تطفو على السطح بالتزامن مع كورونا 

فيروس كورونا
فيروس كورونا

سيظل التمييز العنصري أسوأ ما عانى منه الإنسان على الأرض منذ بدء الخليقة، فبسببه اندلعت حروب وسنت قوانين ظالمة ودفع الملايين أرواحهم ثمنا للون بشرتهم، جنسيتهم، حالتهم الصحية الخاصة..الخ.


وفي ظل حالة الرعب والترقب التي يعاني منها العالم، صار ذكر فيروس كورونا أمرا مخيفا، فالوباء الذي شهدت الصين ولادته توسع في انتشاره ليشمل عدة دول من حول العالم في أوروبا وآسيا وأفريقيا، وسط إجراءات وقائية تتخذها الدول كافة منعا لتوغله وحصد المزيد من الأرواح.


وكونه وباءا بدأ من آسيا، فقد تبدلت حسابات البعض وتغيرت نظرتهم للآسيويين بصورة كاملة، فصار المواطن الصيني أو الياباني أو التايواني..الخ في فرنسا، «فيروسا» متنقلا من وجهة نظر بعض العنصريين، فيسير يتلقى عبارات الذم إضافة إلى تجنبه في الأسواق أو في محيط العمل وطردهم من وسائل المواصلات، ليصبح المواطن الآسيوي ضحية تجدد الأعمال العنصرية وظهورها على السطح من جديد، خاصة بعد اكتشاف 6 حالات من المصابين بفيروس كورونا.


وحسبما أشارت صحيفة لوفيجارو الفرنسية، فإن رواد موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» رفضوا تلك التصرفات الغير الإنسانية، وقاموا بتدشين وسم #JeNeSuisPasUnVirus أي «أنا لست فيروسا».


ونقلت الصحيفة على لسان روي وانج المؤسس المشارك لجمعية الشباب الصيني في فرنسا، حيث أشار إلى أن الشبكات الاجتماعية شهدت تكاثر النكات والشهادات العنصرية للشباب الآسيويين الذين يشكون من تعرضهم للملاحظات والنكات والرفض، والابتعاد عن معاملتهم من قبل البعض.

ويستكمل وانج حديثه ويروي موقف تعرض له أحد الأشخاص حيث نهره أحدهم وقال له «احتفظ بمرضك، واذهب إلى منزلك»، إضافة إلى قيام البعض بإحدى البنايات بمنع صيني من ركوب الأسانسير معهم، على الرغم من كون الواقعتين لشخصين لم يصيبهم المرض نهائيا.


لم يقف الأمر عند السخرية والتهكم من قبل الناس تجاه الآسيويين، بل وصل الأمر إلى قيام إحدى الصحف بكتابة مانشيت كبير حمل عنوان «تنبيه أصفر»، في إشارة إلى حملة الجنسيات الآسيوية، وهو ما اعتبره البعض إهانة لهم، إلا أن الصحيفة قدمت اعتذارها لاحقا.


تضمنت الإهانات الموجهة للآسيويين كذلك، انتشار مقاطع فيديو تظهرهم وهم يتناولون حساء الخفافيش وسلطات الجرذان وبعض الأكلات الصينية الشعبية الغربية لكنها فيديوهات قديمة، موجهين اللوم إلى الصين وأنها هي من حملت الفيروس القاتل إلى العالم، كما قال أحد مستخدمي تويتر: "يجب ألا يكون مفاجأة أن يرتدي الشعب الصيني أقنعة طوال الوقت".  


وأمام تلك الشائعات، دفعت المطاعم الآسيوية الثمن، حيث أخذ الناس يرتادون المطاعم ويتساءلون عن وجود حساء الخفافيش على سبيل المثال، فيأتيهم الجواب بالسلب، فهذا الحساء هو تقليد صيني قديم وأسطوري ولم يعد له وجود حاليا. 


من جهة أخرى، لفت أحد الأشخاص من ذوي الأصول الفيتنامية بأن تعرض الآسيويين للتنمر والعنصرية ليس بجديد وهو متواجد من قبل ظهور فيروس كورونا، فهم يتعرضون للإهانات بشكل عشوائي إضافة إلى السخرية منهم في الشوارع ووسائل المواصلات.