نخشى من إغراق ليبيا في جولة متجددة ومكثفة من القتال

حوار| غسان سلامة: هناك انتهاكات مستمرة لحظر التسليح في ليبيا.. ونسعى لوقف دائم لإطلاق النار 

غسان سلامة
غسان سلامة

نهدف للتوصل لحلول سياسية قابلة للتطبيق على أرض الواقع
نقف مع الليبيين ولن تُفرض حلول جاهزة عليهم
مؤتمر برلين حقق المطلوب منه بإنشاء مظلة دولية تحمي أي اتفاق
نأمل في الإسراع بعقد حوار سياسي ليبي والتوصل لصيغة توافقية
 الليبيون ليس لديهم أي استعداد لقبول قوات أجنبية على أرضهم
لن تتواجد قوات أممية على الأرض في ليبيا في المستقبل القريب
نعمل ليلا ونهارا لإيجاد حلول عملية لكل ليبيا

كثيرة هي التطورات المتلاحقة التي يشهدها الملف الليبي، لكن المحطة الأبرز بحسب مراقبين هي مؤتمر برلين الذي عقد في 19 يناير الجاري، بمشاركة أكثر من 12 دولة وعدد من المنظمات الدولية، وذلك بهدف وضع حد للنزاع الذي يُمزق ليبيا منذ 9 أشهر، ولضمان استمرار وقف إطلاق النار، لكن الميليشيات الإرهابية خرقت وقف إطلاق النار أكثر من مرة ما دفع الجيش الوطني الليبي إلى الرد عليها كجزء من الدفاع عن النفس.
وأصدر المشاركون في مؤتمر برلين بشأن ليبيا في اختتام أعماله في 19 من الشهر الجاري إعلانا أعربوا فيه عن التزامهم بقرار الأمم المتحدة الخاص بحظر تصدير السلاح إلى ليبيا، ووقف تقديم الدعم العسكري لأطراف الصراع و بذل جهود دولية لتعزيز مراقبة حظر تصدير السلاح.
ولعل أكثر المسئولين الذين يطلعون على التطورات كافة هو د. غسان سلامة الممثل الخاص للأمين العام، رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، والذي كشف لـ«بوابة أخبار اليوم»، عن أن هناك أطرافا خارجية تدعم الصراع في ليبيا بعد مؤتمر برلين، مشددا على أنه لن لن تتواجد قوات أممية على الأرض في ليبيا في المستقبل القريب، كما كشف المزيد من التفاصيل المهمة.
وإلى نص الحوار..

ما الذي تحقق على الأرض من نتائج مؤتمر برلين؟
مؤتمر برلين كان ناجحا، وحقق المطلوب منه بإنشاء مظلة دولية تحمي أي اتفاق يتوصل إليه الليبيون في المستقبل، وهذا ما نعمل عليه حالياً في مسارات ثلاثة متوازية: المسار السياسي والمسار الأمني العسكري والمسار الاقتصادي.
 كما أن مؤتمر برلين، الذي دعت إليه ونظمته الحكومة الألمانية بالتنسيق مع الأمم المتحدة، مثل دفعة متقدمة نحو إصلاح الوضع الدولي المتصدع تجاه ليبيا وإيجاد حد أدنى من التفاهم الدولي ليعزز من توافق الليبيين.
كما أن لدينا ضمانات لتنفيذ مخرجات مؤتمر برلين، تتمثل في أن مخرجاته متفق عليها من قبل، وأن له مُلحق تنفيذي، وتم إبلاغ الأطراف الليبية تدريجيا بخطواته، وأنه جمع أهم الدول المعنية، وساند مجلس الأمن بيان برلين بشأن ليبيا، إضافة إلى أن اللجنة التحضيرية للمؤتمر تحولت إلى لجنة متابعة لتنفيذه.
 
هل يمكن تشكيل مجلس رئاسي جديد بدون السراج؟
تسعى بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، لجمع شتات الأطراف الليبية في حوار سياسي يشارك فيه ممثلون عن مختلف ألوان الطيف الليبي، والصيغة التي سيتوافق عليها الليبيون، كمخرج من هذه الأزمة الخانقة، سوف تكون البعثة داعمة ومساندة. 
الأهم الآن هو تحويل الهدنة الهشة إلى وقف دائم لإطلاق النار وتحقيق تفاهمات لحلول سياسية، تكون قابلة للتطبيق على أرض الواقع، فنحن مع الليبيين في خياراتهم ولن تفرض عليهم أي حلول جاهزة.
 
هل ستظلون صامتين تجاه التصعيد التركي خاصة بعدما كشفت فرنسا عن إرسال أنقرة مزيدا من الأسلحة؟
الجميع يعلم أن هناك أطراف خارجية دعمت طرفي الصراع في ليبيا حتى بعد مؤتمر برلين، فهذا أمر غير مقبول بتاتاً، وعبرت البعثة عن أسفها للانتهاكات الصارخة المستمرة لحظر التسليح في ليبيا، حتى بعد الالتزامات التي تعهدت بها البلدان المعنية في برلين، والتي استمرت في نقل المقاتلين الأجانب والأسلحة والذخيرة والمنظومات المتقدمة إلى الأطراف الليبية. 
خلال الأسابيع الماضية، رصدت البعثة العديد من طائرات الشحن والرحلات الجوية الأخرى تهبط في المطارات الليبية في الأجزاء الغربية والشرقية من البلاد، لتزويد الأطراف بالأسلحة المتقدمة والمركبات المدرعة والمستشارين والمقاتلين، وليس لدى الليبيين أي استعداد لقبول قوات أجنبية على أرضهم، فالجميع يدرك ذلك.
 
كيف يتم التعامل مع الميليشيات المسلحة الإرهابية في مصراتة والتي تشكل قنبلة موقوتة؟
لا يمكن الحديث عن منطقة بعينها في حرب كالتي تجري اليوم في ليبيا. من المؤسف القول أن الانتهاكات المستمرة من قبل الدول الأعضاء بدعمها طرفي الصراع في ليبيا تهدد بإغراق البلاد في جولة متجددة ومكثفة من القتال. هذا ما لا يريده الليبيون ولا يمكن القبول به من قبل الأمم المتحدة. نحن نعمل ليل نهار لإيجاد حلول عملية لكل ليبيا وليس لمنطقة على حساب أخرى أو لطرف على حساب آخر.
 
هل سترسل الأمم المتحدة قوات حفظ سلام إلى ليبيا؟
أكدت في مقابلات سابقة أني لا أتوقع رؤية قوات أممية على الأرض في ليبيا –على الأقل في المستقبل القريب- ونتمنى أن تستمر الهدنة وأن نتوصل لوقف دائم لوقف إطلاق النار ونتمكن من الإسراع في عقد الحوار السياسي الليبي والتوصل إلى صيغة توافقية تخرج البلاد من محنتها القائمة.