حوار| سفير فلسطين بالقاهرة: نريد مفاوضات تُنهي الاحتلال.. وهذه حدود دولتنا

السفير دياب اللوح مع محرر بوابة أخبار اليوم (تصوير: محمد عيسوي)
السفير دياب اللوح مع محرر بوابة أخبار اليوم (تصوير: محمد عيسوي)

-السفير دياب اللوح: لن نغلق الباب.. وسنبقيه مفتوحًا لجهود إثناء أمريكا عن مواقفها

-أمريكا لن تكون «المندوب السامي».. ولا أحد في العالم له سلطة علينا

-خطة ترامب تستند لأجندة خاصة له ولنتنياهو.. وتتناقض مع الشرعية الدولية


-عاكفون على صياغة قرار اجتماع الجامعة.. ونقدر مواقف العرب وتمسكهم بحقنا الثابت في فلسطين

 

لا تزال أصداء إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطته للسلام في الشرق الأوسط تُلقي بظلالها على المشهد السياسي الدولي، وفي المنطقة العربية، التي تعتبر قضية فلسطين هي قضية العرب الأولى.

ترامب أعلن الثلاثاء الماضي عن خطته، التي تشمل سيادة إسرائيل الكاملة على القدس الموحدة، مع منح فلسطين عاصمة في القدس، إضافةً إلى منح 30% من أراضي الضفة الغربية المحتلة لإسرائيل، وهي الخطة التي نددت بها فلسطين، وأكد رئيسها محمود عباس أنها "لن تمر".
وننشر اليوم الجمعة 31 يناير، الجزء الثاني من حوار السفير دياب اللوح، سفير فلسطين لدى القاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، والذي يتناول عن قرب الموقف الفلسطيني جراء تداعيات إعلان ترامب وخطته، وما سيحمل اجتما مجلس جامعة الدول العربية المرتقب غدًا السبت، بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

لمطالعة الجزء الأول من الحوار: حوار| سفيرفلسطينبالقاهرة: خطةترامب «هدية»لإسرائيل


ما المنهج الفلسطيني المتبع في هذه الفترة خاصةً مع إعلان ترامب خطته؟

نحن يدنا ممدودة للسلام ونحن نعمل وفق منهجية سلمية في تعاون مشترك مع الأشقاء العرب والأصدقاء في العالم على أساس وقاعدة من العمل السياسي والدبلوماسي والقانوني واستنفار وتحشيد كل القوى العربية والإقليمية والدولية لمواجهة هذا التوغل وهذا التنمر وهذه البلطجة الأمريكية وهذا التجاهل.

الإدارة الأمريكية يبدو أنها تعمل بالوكالة عن الحركة الصهيونية لمصادرة حقوق الشعب الفلسطيني، وهذا الأمر لن يمر والرئيس أبو مازن  قال لن تمر والشعب الفلسطيني قال لن تمر وكل عربي حر وإنسان حر على وجه العرب يقول إن هذه الصفقة لن تمر.

 

هل ترى إعلان ترامب بشأن القدس كاملة عاصمةً لإسرائيل بمثابة انتحار لخطته أم إنها دعاية انتخابية له؟

الرئيس ترامب يواجه مشاكل كبيرة داخل أمريكا وكان يعول على مجلس الشيوخ أن ينصفه ولا يجرِ معه تحقيقًا في المخالفات التي أحالها مجلس النواب الأمريكي، وهو يواجه تهم تودي به إلى المساءلة.

وأيضًا نتنياهو، وهو يقف إلى جوار ترامب في البيت الأبيض خلال إعلان خطة الرئيس الأمريكي، صدر بحقه لائحة اتهام بالمحاكمة، فنحن نتعامل مع فاسدين، فاسدين سياسيًا أيضًا، وكذلك نحن نتعامل مع صفقة فاسدة، وبضاعة فاسدة، وهذه الصفقة "فاشلة" لأننا لن نقبل بها، ومهما حاول الرئيس ترامب تلميع صورته فهو سيفشل في نيل مبتغاه، ومهما قدم من تشجيع لحكومة اليمين للإقدام على ممارسة عنصرية أكثر عنفًا وأكثر تطرفًا ضد الشعب الفلسطيني لفرض سياسة الأمر الواقع عبر مصادر أراضٍ وهدم منازل وتهجير للسكان كل ذلك لن ينجح.

خطة ترامب تستند إلى أجندة خاصة له ولنتنياهو ولحكومة اليمين المتطرف في إسرائيل ولا تستند إلى أي شرعية دولية.

 

كيف يمكن مواجهة الخطة الأمريكية للسلام في الشرق الأوسط؟

أؤكد أننا لسنا في حالة عداء مع الشعب الأمريكي، فالإدارة الأمريكية هي من تحاول إجراء ممارسات عدوانية ضد الشعب الفلسطيني، نحن في إطار المجتمع الأمريكي تربطنا علاقات واسعة النطاق، وسوف نعمل من خلال المجتمع الأمريكي ومن خلال الجاليات العربية والإسلامية والقوى العربية الضاغطة في أمريكا للتأثير على الرأي العام الأمريكي.

وهناك أيضًا قوى أخرى مثل أعضاء فاعلين ومؤثرين في مجلس الأمن حلفاء لنا، وأعلنوا موقفهم منذ اللحظة الأولى، فجمهورية روسيا الاتحادية أعلنت منذ اللحظة الأولى تمسكها بحل الدولتين، وهو ما يعني إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة كاملة على أرض دولة فلسطين، التي احتلت عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وهذا ما سنبني عليه منظومة التحرك في الأيام المقبلة.

 

ما الخطوات العملية  المقبلة التي ستتخذها فلسطين للرد على خطة ترامب؟

الخطوة الأولى هي قرار القيادة الفلسطينية بطلب عقد اجتماع عاجل لجامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، والذي سيشارك فيه الرئيس عباس شخصيًا لبحث ودراسة هذه الخطة، التي أعلن عنها الرئيس ترامب، وإعادة تأكيد الموقف العربي المشترك الواحد الموحد تجاه هذه الصفقة، وتجاه تجاوز حقوق الشعب الفلسطيني.

الرئيس الفلسطيني والفلسطينيون يريدون أن يتسلحوا بهذا الموقف العربي ومن ثم سننطلق إلى عمقنا الإسلامي وإلى المجتمع الدولي، للمزيد من الحراك السياسي والدبلوماسي لمواجهة هذه الخطة.

الخطوة الأولى أن نبدأ من هنا من بيت العرب، من جامعة الدول العربية، ومن القاهرة، عاصمة العرب، ومن الشقيقة الكبرى مصر.

نحن على تشاور مع الشقيقة الكبرى مصر وتشاور مع الأشقاء في المملكة الأردنية الهاشمية، والمملكة العربية السعودية وغالبية الدول العربية الشقيقة والصديقة لمواجهة تداعيات وأخطاء وانعكاسات هذه الخطة غير المقبولة بالنسبة لنا.

ماذا يمكن أن يأتي به اجتماع الجامعة العربية يوم السبت؟

نحن عاكفون على صياغة مشروع قرار الذي يصدر عن هذا الاجتماع، ومشروع هذا القرار سوف يوزع على الدول العربية الشقيقة، لإبداء الرأي، ومن ثم سنأخذ آراء الدول العربية الشقيقة، وما يصدر عن هذا الاجتماع والاجتماع سيد نفسه.

أما نحن فموقفنا واضح، والرئيس عباس سينقل رسالة الشعب الفلسطيني لوزراء الخارجية العرب، الذين سيحضرون هذا الاجتماع، ونحن لن نغلق الباب وسنبقي الجهود مفتوحة أمام جهود ثني الإدارة الأمريكية عن مواقفها التي تتناقض مع المرجعية الدولية وقرارات الشرعية الدولية.

وكما قلت وكما أكد الرئيس محمود عباس مرارًا وتكرارًا يدنا ممدودة للسلام، تفضلوا لإجراء مفاوضات سياسية في إطار مؤتمر دولي وضمن سقف زمني تفضي إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتمكن الشعب الفلسطيني من إقامة دولته على أرضه.. هذا ما نريده.

هل فلسطين تنتظر من البلدان العربية موفقًا أقوى في هذه الفترة الدقيقة؟

هذا ما سيكشف عنه اجتماع يوم السبت. أنا لا أريد أن أتحدث بلسان أشقائنا العرب.. نحن نحترمهم، ونقدرهم، ونحترم ونقدر تمسكهم بحقنا الثابت في فلسطين، وتمسكهم بمبدأ "الأرض مقابل السلام"، وقرارات الشرعية الدولية، وحل الدولتين، والمبادرة العربية للسلام.

نحن أصحاب الحق، نحن سجلنا بشكلٍ واضحٍ غير قابل للتأويل رفضنا لهذه الصفقة، فالقدس ليست للبيع والأرض ليست للبيع وحقوق الشعب الفلسطيني ليست للمساومة، وهذا ما قاله أبو مازن وشهده كل العالم.

هناك بعض الإطروحات الفلسطينية بإعلان فلسطين دولة تحت الاحتلال.. ما مدى قدرة تحقيق ذلك على أرض الواقع ومدى جدواه أيضًا؟

نحن أولًا نريد إنهاء هذا الاحتلال.. وثانيًا: لن نقبل بإقامة دولة فيها أي تواجد عسكري أو استيطاني لهذا الاحتلال.. وثالثًا: نحن نريد إقامة دولة على أرضنا التي احتلت عام 1967.

ولن نقبل بإقامة دولة في غزة، ولن نقبل بإقامة دولة بدون القدس، ولن نقبل بعاصمة في القدس نحن نريد إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة كاملة ومتصلة على جميع الأراضي، التي احتلت عام 1967، وقابلة للحياة، وسيادة كاملة بحرًا وبرًا وجوًا ونريد حماية دولية وضمانة ألا تنتهك إسرائيل سيادة دولتنا في أي وقت بعد إقامة.

نحن الآن إسرائيل تحتل أرضنا في كل المناطق "أ وب وج"، نحن الآن دولة تحت الاحتلال، نحن نريد تحرير أرض دولة فلسطين وتصبح فلسطين دولة حرة إسوة بدول المنطقة والعالم.

نريد للطفل الفلسطيني أن يعيش حياة آمنة ومستقرة، أسوةً بالطفل العربي وأي طفل في العالم.

بالنسبة للاتحاد الأوروبي وقد كنت في زيارةٍ لبروكسل الأسبوع الماضي.. هل يمكن التعويل عليه لإخماد خطة ترامب؟

نحن طالبنا دول الاتحاد الأوروبي بأن تعترف بدولة فلسطين، لما فيه من خير لمصلحة بناء السلام والأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، وذلك باعتبار أن الاستقرار في الشرق الأوسط جزء لا يتجزأ من الأمن والاستقرار العالمي.

لا نريد استخدام مصطلح "إخماد" نحن طالبنا من الاتحاد الأوروبي بممارسة تأثيره على الإدارة الأمريكية كي تكون إدارة عقلانية ومتوازنة غير عدائية.

نحن لا نتجاهل أمريكا، وهو ما قاله الرئيس عباس، أمريكا دولة مهمة دولة عظمى، ولكنها لا تستطيع أن تفرض علينا ما تريد، نحن نريد مؤتمر دولي وفق آلية متعددة الأطراف، ولا مانع لدينا من أن تكون أمريكًا طرفًا من هذه الأطراف، ولكن لا تكون الطرف الوحيد الحصري المتصرف بين قوسين "المندوب السامي"، فقد انتهى عصر المندوب السامي، فلا يوجد مندوب سامي في العالم له سلطة علينا.

بعيدًا عن ترامب وخطته.. ما هي حدود الدولة التي ينشدها الفلسطينيون؟

نحن نتمسك بإقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة على أرض دولة فلسطين، التي اُحتلت عام 1967 بكامل خطوطها، والتي تشمل قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، والقدس هي العاصمة، وليس عاصمة في القدس.

نريد إقامة دولة فلسطين بجانب دولة إسرائيل، ودول المنطقة وجميع دول العالم، ولا نريد إقامة دولة فلسطين على حساب أي دولة أخرى.
أما ما طرحه ترامب بمصادرة من 30 إلى 40% من أرض دولة فلسطين هو انتهاك لحقوقنا وانتقاص من أرضنا، ونحن لن نقبل بذلك، ولن نسمح بتمريره.