على الرغم من التقدم التكنولوجي الكبير والتطور في الطب، مازال عدد ليس بالقليل من السيدات يلجأن إلى "الداية"، من أجل عملية الوضع، وهي الطريق التي تعد الأقدم والأكثر بدائية وكانت تستخدم قديما.
وتحدثت "بوابة أخبار اليوم" مع "الحاجة صباح"، وهي "داية" بمنطقة الغورية، قائلة: "اشتغلت في المهنة منذ ١٠ سنوات، ورأيت حالات صعبة كتيرة، بس كنت أضطر أكمل من أجل مساعدة السيدات البسيطات، وأشعر بفرحة كبيرة عندما يولد الطفل".
كانت تعمل "الحاجه صباح"، صاحبة الـ ٦٨ عاما، في مجال التمريض، حيث قررت مساعدة الكثير من نساء منطقتها في إجراء عمليات الولادة، موضحة أنها واجهت العديد من المخاطر والصعوبات التي تعرضت لها في بعض الحالات، موضحة: "فيه حالات كان ضغطها بيوطى مرة واحدة، أو الأنيميا بتزيد وكنا بنلحقهم بمعجزة".
وتضيف الحاجه صباح: "قديما كانت المهنة لا يوجد بها رجال لإجراء الولادة للسيدات ومن الصعب عليهن أن تذهبن إلى طبيب للكشف عليهن وتذهبن للسيدات أو الطبيبات للكشف عليهم وإجراء ولادة".
19 عاما قضتها الداية "صباح" في إجراء المئات من عمليات الولادة وكانت أجرة الوضع "10 صاغ"، موضحة: "كنت اذهب لمنازلهم بمنطقة الحسين بالغورية بمحل مسكني لكني قررت الابتعاد عن ممارسة هذه المهنة خوفا مني على صحة الحالات، وقررت أبطل بعد ما شوفت بعيني حالات كتيرة اتعرضت للخطر ودي أرواح ناس مش لعبة".
وعن توقفها عن ممارسة مهنة الداية تقول "الحاجه صباح": "للأسف بالرغم من اللحظات الحلوة اللي حسيتها وأنا بشيل الأطفال، بس كان لازم أوقف شغل، ونفسي ستات كتيرة متلجأش للولادة بالشكل ده لأنه بيعرض حياة الأم والمولود لخطر كبير".
ومع التقدم قس عالم الطب، أصبحت مهنة الداية لا توجد في القاهرة وتوجد في بعض قرى ومحافظات الجمهورية، لعدم قدرة السيدات على اسعار عمليات الولادة.
وأوضحت أن السعر في بعض المحافظات في الولادة يبدأ من ٥٠٠ جنيه إلى 1000 جنيه، مشددة على رفضها لعمليات الإجهاض، قائلة: "أخاف من الله".
