انطلاق أعمال الدورة الـ40 للمجلس التنفيذي لمنظمة «إيسيسكو» في أبوظبي

انطلاق اعمال الدورة الـ40 للمجلس التنفيذى للمنظمة الاسلامية
انطلاق اعمال الدورة الـ40 للمجلس التنفيذى للمنظمة الاسلامية

انطلقت، اليوم، فعاليات أعمال الدورة الـ40 للمجلس التنفيذي للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) في أبو ظبي، التى تستمر على مدى يومين.

ويأتي ذلك، بحضور د.سالم بن محمد المالك المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم، ومشاركة نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة الإماراتية وللا ملكيه ايسوفو السيدة الأولى فى النيجر كضيف شرف المؤتمر، فضلا عن ممثلين من  الدول الـ54 الأعضاء.

وتكتسب هذه الدورة أهمية بالغة، حيث يتمتع المجلس خلالها بصلاحيات المؤتمر العام، أعلى سلطة تمثل الدول الـ54 الأعضاء في الإشراف على عمل المنظمة وسياساتها العامة، ومن المقرر أن يناقش المجلس التنفيذي في دورته على مدى اليومين عدد من المشروعات التنظيمية المهمة للمنظمة، منها مشروع الهيكل التنظيمي الجديد للإيسيسكو، ومشروع إنشاء وقف تنموي للإيسيسكو، ومشروع إنشاء المجلس الاستشاري الدولي للإيسيسكو.

أكد الدكتور سالم بن محمـد المالك، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر أن المنظمة تبنت رؤية استشرافية ستنتقل بها من الأماني المثالية إلى الإنجازات الواقعية، وتبوئ الإيسيسكو مكانة ريادية، لتصبح منارة إشعاع دولي في مجالات اختصاصاتها، وتطور آليات عمل مواكبة لتطلعات الدول الأعضاء وشعوبها إلى مستقبل أفضل.

وأضاف أن الإيسيسكو حققت منذ نشأتها بدعم من الدول الأعضاء مكاسب بارزة أكدت أهمية الأدوار التي أوكلت إليها لتنسيق العمل الإسلامي المشترك في مجالات اختصاصها، مشددا على أن الطريق لا يزال طويلا، بالنظر إلى حجم التحديات التي تواجه دول العالم الإسلامي، وهو ما يتطلب اتخاذ مبادرات بناءة وإصلاحات جديدة ترتقى إلى مستوى الآمال فتحقق الأهداف وتستجيب للتطلعات.

وأشار د.المالك: "في إطار هذه الرؤية الجديدة، نريد أن تكون الإيسيسكو منظمةً حديثةً مرتبطة بالأصل ومنفتحة على العصر، مشعة إقليميا ومؤثرة دوليا. منظمة تشخص النقائص وتلبي الاحتياجات، وتعايش واقع الدول الأعضاء وشعوبها والمجتمعات المسلمة في الدول غير الأعضاء".مضيفاً: "لقد توخينا منهج استقطاب جديدا جذابا للكفاءات وصانعا للقيادات، وأخذنا على عاتقنا تعزيز الثوابت والأركان التي عليها قام عالمنا الإسلامي، فكرا وثقافةً وحضارةً، متجنبين الخوض في ما لا يدخل في اختصاصاتنا من قضايا دعوِية أو سياسية".

 

 كما استعرض المدير العام للإيسيسكو، خلال كلمته، عددا من المبادرات النابعة من الرؤية الاستشرافية الجديدة، ومنها تعزيز أدوارِ اللجان الوطنية للتربية والعلوم والثقافة، وتقديم مزيد من الدعم لأمنائها وموظفيها، والاستعانة بها في التحديد الدقيق لاحتياجات الدول الأعضاء وفي تخطيط البرامجِ الأكثر استجابة لأولوياتها، ومشروع تغيير الاسم من المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة إلى منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة، لرفعِ الالتباس الشائعِ بشأن طبيعة مهامها غير الدعوية وفتحِ آفاق أوسع لحضورِها على الصعيد الدولي. مشروع تعديل ميثاق الإيسيسكو وأنظمتها وهيكلتها التنظيمية، في إطارِ التناغم مع رؤية الإيسيسكو الجديدة؛ مع إحداث إدارة قانونية تتولى ضبط إجراءات عمل المنظمة في إطارِ مقاربة حقوقية ومؤسسية، مشروع إنشاء وقف الإيسيسكو الذي سيساهم في تنويعِ مصادرِ التمويل، ويضمن ديمومة عمل المنظمة، مشروع المجلس الاستشارِي الدولي الذي يؤمل منه أن يحقق للمنظمة انفتاحا أوسع على المحيط الدولي وقدرة أكبر على الوصول إلى أصحاب القرار، إنشاء مركزِ الاستشراف الاستراتيجي لينهض بأدوارِ استباق المتغيرات الممكنة والتوليد الإبداعي للأفكارِ وإعداد الدراسات المواكبة لحاضر العالم الإسلامي ومستقبله.إنشاء مركزِ الإيسيسكو للغة العربية للناطقين بغيرِها من أجل توطين الخبرات التربوية في مجال تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرِها، وتشجيعِ كتابة لغاتِ الشعوبِ الإسلامية بالحرف العربي المنمط. إنشاء مركزِ الإيسيسكو للتراث الإسلامي الذي سينهض بمسؤولية التوثيق الشامل للمواقعِ التراثية في العالم الإسلامي، وبناء القدرات ذات الصلة، ويواصل ما تم تحقيقه من تسجيل لـ132 موقعا على قائمة التراث للعالم الإسلامي، تنظيم ملتقى الإيسيسكو الثقافي الشهري، الذي صار يشكل منصةً معرِفيةً للارتقاء بالعملِ الثقافي في العالم الإسلامي وخارِجه، رقمنة الوثائق والإجراءات في جميعِ مؤتمرات الإيسيسكو، تطويرا لمنهجية العمل وانتقالا بالإيسيسكو إلى منظمة صديقة للبيئة، تحقيق انفتاحٍ أوسع وأعمق على الشركاءِ الدوليين الكبارِ في مجالات عمل المنظمة، مِن خلال إعادة فتح مكتب الإيسيسكو لدى اليونسكو وتكليفه بتعزيزِ علاقات الشراكة مع منظومتي الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وغيرِهما.

 

وأكدت نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة الإماراتية، خلال كلمتها فى الجلسة الافتتاحية، أن العالم الإسلامي يمر بتحولات تاريخية في شتى مناحي الحياة، تفرض علينا مواكبة المتغيرات، وتبني حلول مبتكرة تستشرف المستقبل، وتلبي احتياجات مجتمعاتنا، وتصنع مستقبلاً أفضل لأجيالنا من خلال ترسيخ ثقافة الحوار بين الحضارات، وإبراز الرؤية الإسلامية تجاه قضايا العصر وهو ما يستدعي منا العمل على غرس بذور المعرفة والثقافة الفكرية وبناء نظم تعليمية متميزة وإنجازات علمية بارزة.

وأضافت ان دولة الإمارات حظيت العام الماضي بزيارة تاريخية من الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، وشهدت أبوظبي توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية لتكون وثيقة حضارية جامعة، تفعّل الحوار والتعايش والتآخي بين البشر، وترسي قواعد جديدة بين أهل الأديان والعقائد المتعددة، ما أحوجنا اليوم لتبني وتطبيق بنود وثيقة الأخوة الإنسانية كدستور عالمي إنساني للتسامح والعيش المشترك.

 وأشارت وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة الاماراتية، إلى أن المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم تمثل الصوت الجماعي المعبر عن 54 دولة، حيث تجمع شعوبنا مشتركات دينية وحضارية وإنسانية، وتقع على عاتقنا مسؤوليات جسام، تتلخص في وضع رؤية موحدة ومنهجية واضحة تعزز حضور هويتنا الإسلامية المؤثرة على الساحة الدولية من خلال بناء القدرات، وتبني أفضل الممارسات، وتسخير التقنيات التكنولوجية في خدمة مجالات التربية والثقافة والعلوم والاتصال.

وأضافت أن دول العالم الإسلامي تمتلك طاقات إبداعية خلاّقة وثروات بشرية تؤهلها للمساهمة في مسيرة الحضارة الإنسانية وتطوير المجتمعات المحلية، وهو يحتم علينا تضافر الجهود، والتعاون بين الدول الأعضاء في الإيسيسكو لتنفيذ برامج ومشاريع تربوية وثقافية وعلمية وتقنية تنعكس إيجاباً على شباب مجتمعات الدول الإسلامية من خلال توظيف الإبداع الثقافي وتكنولوجيا المستقبل لتحقيق التغيير الإيجابي، وتمكين المؤسسات الثقافية من المشاركة في معالجة التحديات العالمية.